للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني حاضر أنا أحمد بن عبد اللَّه الحافظ، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا إبراهيم ابن إسحاق الحربي، ثنا ابن الأصبهاني، ثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام يأتيه اللَّه بالضيف ليأجره، قال: فاحتبس عليه الضيف ثلاثًا فقال لسارة: لقد احتبس عنا الضيف وما نراه احتبس عنا إلا لما يرى من شدتنا على خدمنا افعلوا وافعلوا، فإن جاء ضيف لا يخدمه غيري وغيرك (١).

وبه إلى الحربي ثنا محمد بن سهل، ثنا عبد الرزاق، ثنا أبي، أن عمر بن زيد أخبره عن عمرو بن دينار قال: لما تضيفه الملائكة إبراهيم -عليه السلام- قدم العجل فقالوا: لا نأكل إلا بثمن، قال: فكلوه وأدوا ثمنه، قالوا: وما ثمنه؟

قال: تسمون للَّه إذا أكلتم وتمجدونه إذا فرغتم.

قال: فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: بهذا اتخذك اللَّه خليلًا (٢).

والاجتباء: أصطفاء اللَّه سبحانه إياه وتخصيصه بأنواع النعم من النبوة والرسالة والخلة وغير ذلك.

والهداية: الدلالة والإرشاد.

والمراد بالصراط المسقيم: ملة الإسلام.

واختلف في المراد بالحسنة من قوله: {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}:

فَقِيلَ: البركة في الأموال والأولاد.

وَقِيلَ: هي الخلة التي اصطفاه اللَّه بها، قال اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (٣).

وقال قتادة: هي تنويه اللَّه بذكره حتى ليس من أهل دين إلا وهم يتولونه.

وَقِيلَ: هي صلاة اللَّه عليه، وهي المعنية يقول المصلي منا: "كما صَلَّيْتَ عَلَى


(١) رواه الحربي في "إكرام الضيف" (ص ٥٩) كما رواه من طريقه المصنف.
(٢) رواه الحربي في "إكرام الضيف" (ص ٥١) كما رواه من طريقه المصنف.
(٣) النساء: الآية ١٢٥.

<<  <   >  >>