للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وساند حركة العمال التونسيين التي أسسها الدكتور محمد علي الحامي، وتوسط لهم - والحركة في بدء التكوين - في تبرع الحزب بخمسة آلاف فرنك، وهو مقدار لا بأس به في ذلك الوقت، والحزب في ضائقة مالية وقع تخطيها بأريحية ومبادرة معقولة من الشيخ حمودة المنستيري.

وفي خلال سنة ١٩٢٤ استمر على عمله ونشاطه وأصبح يحرر لجريدة «الزهرة» مقالا يوميا عن السياسة الخارجية، كانت مرآة صادقة لحركة التحرير العالمية وخاصة ما يتعلق منها بالشرق.

ووقع تعيينه كاتبا للوفد الثالث الذي سافر إلى باريس في ٢٩ نوفمبر ١٩٢٤ للدفاع عن مطالب التونسيين، وتلطيف جو الدعاية المسمومة المغرضة، التي أشاعها في باريس المقيم العام لوسيان سان والاستعماريون، وإفهام الحزب الاشتراكي حقيقة وضع الحزب لأن الاشتراكيين منذ تأييد الحزب لحركات العمال ظنوا أنه أصبح متفقا مع الشيوعيين ضدهم، فجاهروا الحزب بالعداء، ولم يعودوا من أنصاره ومؤيديه.

بعد أيام من رجوع الوفد الثالث إلى تونس طرق عليه باب الدار طرقا متواصلا في ليلة حالكة الجلباب شديدة البرد، فنزل، وأعلمه الطارق أن الشرطة ستفتش منزله غدا فعليه الاستعداد لإخفاء ما ليس في صالحه بقاؤه، فانكب على فرز أوراقه وجمع كل ما له صلة بالحزب، وجعله في لفافة وأودعه في بيت مجاور له على ملك الشيخ حسن السناوني وفي الغد داهمت الشرطة منزله، وفتشوا الأوراق فلم يجدوا شيئا يهمهم أمره.

بعد هذه الحادثة بنحو شهرين دعاه إلى مكتبه بالجمعية الخلدونية مديرها الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وعرض عليه ترك السياسة مؤقتا، والسفر إلى القاهرة أو دمشق للدراسة دراسة جامعية حتى النهاية،

<<  <  ج: ص:  >  >>