للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٠١ فأجازه نظما ببيت يخصّ المترجم:

كذا الماجد النحرير عين صفاقس ... أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر

وهو يثني على الشيخ البوسي، ويعبّر عنه بشيخنا وصاحبنا.

ويبدو أن المترجم رجع إلى بلده صفاقس في أواخر سنة ١٠٧٨/ ١٦٦٨، وله من العمر ٢٥ سنة بعد أخذ الإجازات من شيوخه، والحصول عليها مؤذنا بانتهاء الدراسة، والتصدّي للتدريس والإفادة، ولا نعلم تاريخ سفره إلى مصر للالتحاق بالأزهر على وجه التحديد وربما كان في غضون سنة ١٠٧٣/ ١٦٦٣ أو قريبا منها لأن مدة المجاورة بالأزهر لمن استكمل تحصيله بتونس هي في الغالب خمس سنوات، قال المترجم في «فهرسته» عند الكلام عن شيخه يحيى الشاوي «ولما كتب لي الإجازة قال مؤرخه بمجموع الاسم واللقب، فعدّدت حروف يحيى الشاوي فوجدتها ٧٨ وألف وذلك هو التاريخ» (ينظر فهرس الفهارس والأثبات ٢/ ١١٣٣ من ط ٢/) وإذا ثبت هذا فإنه يكون قد لبث في تونس سبع سنوات لطلب العلم.

ولما رجع المترجم إلى بلده اتخذ من دار سكناه الكائنة بحومة اللولب زاوية لقراءة القرآن وقراءة العلم، وهذه الزاوية أو المدرسة كانت على غرار المدارس المحدثة في ذلك العصر فيها بيت للصلاة تلقى فيه الدروس العلمية، وبيوت لسكنى الطلبة الوافدين من الضواحي أو من البلدان الأخرى، وكان يبرّ الطلبة المقيمين بالزاوية بالطعام، ويكسوهم، ولذلك توافد عليها الطلبة من جهات عديدة من البلاد التونسية وحتى من ليبيا كالشيخ عبد السلام بن عثمان التاجوري من ذريّة الشيخ عبد السلام الأسمر وشيخ الطريقة السلامية بليبيا، زيادة عمّا اشتهر به مؤسس هذه المدرسة من رسوخ قدم في العلم، ونصح في التعليم، ومداومة على إلقاء الدروس التي تستغرق كثيرا من وقته،

<<  <  ج: ص:  >  >>