للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توسل بالخطابة الدينية فكان أول مصلح بطريقة الخطابة الدينية، وكان خطيبا في جامع سبحان الله من ربض باب سويقة، وكان يمتاز بشجاعة أدبية نادرة، قيل إنه أول من نقل في دروسه عن ابن القيم في وقت كان الرأي السائد عنه أنه من المبتدعة هو وشيخه ابن تيمية ان لم يقع الارتقاء بهما إلى درجة الكفر.

وإلى جانب ضلاعته من العلوم الشرعية كان ضليعا من اللغة العربية مستحضرا لشواهدها عارفا بعبقريتها وأسرار تركيبها، عارفا بعوائد العرب وأنسابهم غزير الاطلاع على الأدب الجاهلي حتى كان محل اعجاب من كبار علماء اللغة كأحمد فارس الشدياق عند إقامته بتونس.

ولميوله الاصلاحية وآرائه التحريرية، ولسعة مداركه ومعارفه كان محل إكبار واحترام من الزيتونيين ومن الرعيل الأول من خريجي المدرسة الصادقية مثل الاستاذ البشير صفر وغيره من ذوي العزائم الصادقة العاملين على نفع بلادهم بجعلها على صلة بالعلوم الحديثة والتفكير الحديث، ووجدوا فيه خير معين ونصير لما له من صيت ذائع ونفوذ قوي في أوساط المتعلمين.

وله شعر سهل ممتنع، فوق نسق شعر العلماء، ولا يسمو إلى شعر الأدباء المختصين المتفرغين لحوك القريض.

ولمكانته العلمية والأدبية كان الزعيم الموجه للحركات الأدبية والسياسية والصحفية والاصلاحية أواخر القرن التاسع عشر وبداية هذا القرن.

وإلى جانب هذا كله كان مائلا إلى الظرف والنكتة وخفة الروح بعيدا عن الجهامة والعبوسة.

ولي خطة الفتوى سنة ١٣٢٣/ ١٩٠٥ ثم خطة باش مفتي سنة ١٣٣٧/ ١٩١٩.

توفي بالمرسى من الضواحي الشمالية لمدينة تونس، ودفن بمقبرة الزلاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>