للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعد حجه رجع إلى تونس، وولي مشيخة المدرسة المرادية (١) بعد المناظرة مع علماء عصره المنازعين له، وقد شرط محبسها أن لا يتولى مشيختها إلا اعلم أهل عصره، فعقد له مع منازعيه مجلس علمي حضره جلة علماء جامع الزيتونة، فكان صاحب الترجمة الفائز في المناظرة، وذلك سنة ١١١٥/ ١٧٠٤ على اثر وفاة الشيخ محمد الغمّاد أول مدرس بها (٢).

وفي سنة ١١٢٤/ ١٧١٢ حج حجته الثانية، واجتمع في مكة بتلميذه الشيخ حسين خوجة المؤرخ، وعرفه ببعض علمائها وصوفيتها، وذلك سنة ١١٢٥/ ١٧١٣، واجتمع في القاهرة بالشيخ سليمان الشبرخيتي تلميذ الشيخ علي الأجهوري وأخذ عنه، وبالشيخ علي الطولوني المحدث بجامع ميرزا ببولاق، وفي الاسكندرية أجاز أحمد بن مصطفى بن أحمد الزبيري المالكي الاسكندري الشهير بالصباغ، كما ذكره الجبرتي في تاريخه ١/ ٢٤٨ (من طبعة بيروت)، وللشيخ الصباغ هذا ثبت رواه عنه المغاربة، ووقع التعرض له في ترجمة الشيخ ابراهيم الرياحي.

ولقي بمكة المحدث الرحالة الشيخ عبد الله بن سالم البصري الشافعي تلميذ المحدث محمد علاء الدين البابلي المصري، ولقي بالمدينة الشيخ عمر الزلفي، كما لقي غير هؤلاء، وفي هذه الحجة جاور بالمدينة المنورة، وأقرأ التفسير، وتكميل حاشيته على تفسير أبي السعود المسمى «بإرشاد العقل السليم الى مزايا كتاب الله الكريم».

وعند رجوعه من الحج مر بصفاقس فاجتمع به الشيخ أحمد ابن الشيخ علي النوري، وعلي الغراب الشاعر، والشيخ محمد الأومي، والشيخ إبراهيم المزغني، والشيخ إبراهيم بو عصيدة، وطلبوا منه الاجازة فأجازهم


(١) الكائنة بسوق القماش أسسها مراد باي الثاني في سنة ١٠٨٤/ ١٦٧٤ مكان فندق يسكنه الانكشارية، ثاروا عليه ذات يوم فعاجلهم بالقتل وهدم الفندق، وبنى مكانه هذه المدرسة ورتب بها وقفا لرواية الحديث (تاريخ معالم التوحيد، ص ١٨٨).
(٢) من عقبه شيخ المدينة الحاج حميدة الغماد من رجال دولة الباي حمودة باشا، وانقرضت هذه الأسرة سنة ١٣٥٥/ ١٩٣٦ بوفاة المرحوم أحمد الغماد شيخ ربض باب السويقة (المرجع السالف ص ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>