للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا

وأفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه وعدم قراءتها ورخصوا في «التهذيب» لاشتهار مسائله وإزاء هذه المضايقة والمقاومة من فقهاء القيروان، وسقوط منزلته اضطر إلى الهجرة إلى صقلية وحصلت له حظوة عند أميرها وهناك ألّف بعض كتبه وانكب الناس في صقلية على دراسة كتابه «التهذيب».

ومن الطبيعي أن يتصدى فقهاء القيروان إلى مقاومة البراذعي لصلته بالعبيديين وقبوله عطاياهم وثنائه عليهم وتأليفه كتابا في تصحيح نسبهم، إذ أن العبيديين اضطهدوا فقهاء المالكية محاولين حملهم على اعتناق مذهبهم الخبيث بالسجن والضرب والقتل وسدّ أبواب الرزق، وآل الأمر إلى اشتباك دموي ومساهمة في حمل السلاح في عهد ثورة أبي يزيد الخارجي، اضطر بعدها العبيديون إلى التخفيف من اضطهادهم وظلمهم وغطرستهم.

[مؤلفاته]

١ - اختصار الواضحة. أصل الكتاب لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ت سنة ٢٣٢/ ٨٤٦ وكتابه يعتبر من أمهات المذهب.

٢ - التمهيد لمسائل المدونة، أغار فيه على اختصار ابن أبي زيد وزياداته، وقيل أنه لم يزد فيه أكثر من الصدر.

٣ - التهذيب في اختصار المدونة، اتبع فيه طريقة اختصار ابن أبي زيد إلا أنه ساقه على نسق المدونة، وحذف زيادات ابن أبي زيد.

وفي نسخة عتيقة من التهذيب من أحباس خزانة قسنطينة أو الجزائر ذكر البراذعي في أولها أنه روى المدونة عن أبي بكر محمد بن أبي عقبة، عن جبلة بن حمود، عن سحنون، وأنه فرغ من تأليفه سنة ٣٧٢ اثنتين وسبعين وثلاثمائة.

وألّف عبد الحق محمد بن هارون الصقلي (١) كتابا انتقد فيه أشياء على البراذعي من أجل عدم اتباع ألفاظ المدونة، وما تسبب فيه الاختصار من إحالة الألفاظ عن معناها الأصلي، ودافع عنه القاضي عياض بأنه كان متبعا لنقل ابن أبي زيد.

وكان على هذا الكتاب المعول عند المغاربة والأندلسيين. قال الشيخ الحجوي (٢): «وقد حصل الإقبال عليه شرقا وغربا دراسة وشرحا وتعليقا واختصارا من أيمة المالكية بالأندلس


(١) توفي بالاسكندرية سنة ٤٦٦/ ١٠٧٤.
(٢) الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ٤/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>