للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٩٣ - ابن شعبان (١٣١٥ - ١٣٨٣ هـ‍) (١٨٩٧ - ١٩٦٣ م)]

أبو الحسن بن شعبان، الأديب الشاعر.

ولد بتونس، وهو ينحدر من عائلة صوفية تنتسب للطريقة القادرية.

تلقى تعلمه الثانوي بجامع الزيتونة، وتخرج منه متحصلا على شهادة التطويع سنة ١٣٣٣/ ١٩١٨، فباشر مهنة التعليم بمدرسة ترشيح المعلمين، وهو من أساتذة الشاعر والكاتب الناقد محمد الحليوي في هذه المدرسة.

ظهر نبوغه في الشعر باكرا فنشرت له الصحف شعره قبل استكمال دراسته بجامع الزيتونة، وشعره سهل منساب فيه رقة وعذوبة، وكان عالي الهمة لا يمل من المطالعة والاستزادة من طلب العلم، حكى عن نفسه أنه كان يحضر دروس العلامة الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في الموطأ وهو إذ ذاك شيخ جامع الزيتونة، وشيخ الإسلام المالكي حوالي عام ١٩٣٣، وفي ذات مرة ناقش الشيخ ابن عاشور في مدلول لفظة لغوية، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور متمكن في مادة اللغة، متثبت في نقله مع سمو ذوق وقدرة على الترجيح بين الأقوال في أسلوب علمي وحسن عرض، ولما طالت المناقشة أراد المترجم أن يفحم الشيخ ابن عاشور فاخترع لوقته شاهدا شعريا على صحة زعمه، فأجابه الشيخ ابن عاشور بديهة ومن نفس الوزن والروي:

يروون من الشعر ما لا يوجد

ففغرفاه مبهوتا من شدة ذكاء الشيخ وسرعة بديهته (١).


(١) هذه الحكاية سمعها منه مباشرة الصديق الشيخ علي بن الأكحل، وهو الذي قصها عليّ في بعض مجالس محادثاتنا بمدينة سوسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>