للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باستقصاء ما من الأجوبة فيها لديهم، فعندَ ذلك يتقَدَّمُ أبو محمد فيقول (١): بقِيَ فيها كذا وكذا، فيأتي على ما كان المنصورُ قد أعَدَّه للظُّهورِ بينَهم، وكثُرَ هذا من أبي محمد حتى استَثْقَلَه المنصورُ، فكان من أكبرِ الدواعي إلى هجرتِه إيّاه.

وقال أبو عبد الله التُّجِيبيّ، وقد عَدَّه في شيوخِه: لقِيتُهُ بمرسِيَةَ سنةَ ستٍّ وستينَ وخمس مئة، وقتَ رِحلتي إلى أبيه، فرأيتُ من حِفظِه وذكائه وتفنُّنِه في العلوم ما عجِبتُ منه، وكان يَحضُر معَنا التدريسَ والإلقاءَ عن أبيه، فإذا تكلَّم أنْصَتَ الحاضِرونَ لجَوْدة ما يَنُصُّه وإتقانِه واستيفائه جميعَ ما يجبُ أن يُذكَرَ في الوقت. وكان نحيفَ البَدَن كثيفَ المعرِفة عظيمَها، شاعرًا مطبوعًا، وأنشَدَني كثيرًا من شعرِه، واضْطَرَبَ في روايتِه قبلَ موتِه بيسير لاختلالٍ أصابَهُ صَدْرَ خمس وتسعينَ وخمس مئة، معَ عِلّةِ خَدَرٍ طاوَلتْه فتركَ الأخْذ عنه، إلى أن توفِّي على تلك الحال بغَرناطةَ عند صلاةِ العصر من يوم الأحد لأربع خَلَوْنَ من جُمادى الآخِرة سنةَ سبع وتسعينَ وخمس مئة، [١٧ و]، ودُفنَ خارجَ بابِ إلبِيرة، وشَهِدَ جَنازتَه عالم لا يُحصَوْنَ كثْرةً، وكسَرَ الناسُ نَعْشَه وتقَسَّموه تبركًّا به.

ومولدُه سنةَ أربع وعشرينَ وخمس مئة، قاله أبو سُليمانَ بنُ حَوْطِ الله وأبو القاسم بنُ فَرقَد. وقال ابنُه أبو يحيى عبدُ الرّحمن وأبو محمد ابنُ القُرطبيِّ عنه: إنّ مولدَه سنةَ خمسٍ وعشرينَ، زادَ أبو الرَّبيع بنُ سالم: آخِرَ السنة.

١٣٠ - عبدُ المُنعِم بن موسى بن يوسُفَ الأَوْسيُّ، إشبِيلي فيما أحسِب.

١٣١ - عبدُ المُنعِم (٢) بن ياسين بن عبد الوهّاب الأَزْديُّ، غَرْناطيّ، أبو محمد.

رَوى عن شُرَيْح، وكان ضَريرًا (٣).


(١) في م ط: "فتقوم"، وهو خطأ بين.
(٢) ترجمه ابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢٤، وهي ترجمة أوسع مما هنا، ونقل فيها عن الملاحي.
(٣) ذكر ابن الزبير أنه توفي سنة ثمان وثمانين وخمس مئة أو نحوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>