للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو جعفر بن شَرَاحِيل، وأبو زكريّا الدِّمشْقيُّ نَزيلُ غَرْناطةَ، وأبو عبدِ الله بن بالِغ، وأبَوا القاسم: ابنُ سَمَجُون والمَلّاحي. ومن أهل المشرِق: أبو الفُتُوح نَصرُ بن أبي الفَرَج الحُصْريُّ وغيرُه.

رَوى عنه أبو عبد الله بنُ محمد ابن الجَنّان، وأبو محمد بنُ عبد الرّحمن ابن بُرطُلُّه، وأبو المُطَرِّف أحمدُ بن عبد الله بن عَمِيرةَ؛ وكان وجية أهل بلدِه وصَنرَهمُ المُعظَّم لديهم، مشهورَ الفَضْل لديهم، أجملَ الناس صُورةً وأحسنَهم شارةً وهيئة، زاهدًا وَرِعًا ناسِكًا عابِدًا فاضِلًا، متقللًا من الدُّنيا، حريصًا على نَشْرِ العلم، ناصحًا في التعليم، مُثابِرًا على التدريس والإفادة، مُستبحِرًا في المعارِف على تشعُّبِ فنونِها متحقِّقًا بكثيرٍ ممّا كان يَنتحلُه منها، إلى بيانٍ في الخَطابة وبلاغةٍ في النَّظم والنّثر، واستمرَّ على ذلك من طريقته المُثلى مُعظَمَ عُمُرِه، حتى امْتُحِنَ برِياسة بلده وقَبِلَ ذلك ولم تُحمد سِيرتُه، فصُرِف عنها، ثم صار إليه تدبيرُ بلدِه صدرَ محرَّمِ ستةٍ وثلاثينَ وست مئة، فنَكَصَ على عَقِبَيْه ودَعا لنفْسِه وخاضَ في سَفْكِ الدماء واجتَرأَ على أخْذِ الأموال من غير وَجْهِها، واستَحلَّ من المحظوراتِ [٤٠ ظ] ما لا نجاةَ لمُرتكبِها ولا مَخْلَصَ مِن تَبِعتِها إلّا بما يرجوهُ العُصاةُ من لُطف الله تعالى وعَفْوِه وتجاوُزِه ورحمتِه، واستَصحبَ هذه الحالَ إلى أن قُتلَ بمُرسِيَةَ بعدَ صلاة التّراويح من ليلةِ الاثنينِ التاسعةَ عشْرةَ من رَمَضانِ ستٍّ وثلاثينَ وست مئة (١)، وطِيفَ بجَسَدِه مسحوبًا مجرورًا بيَدِ رَعاع البلد، فكانت حالُه هذه عِبرةً للمتوسِّمين. وإنّا لله وإنّا إليه راجِعون، نسألُ الله حُسنَ العاقبة ودوامَ العافية؛ ومَوْلدُه سنةَ سبع، وقيل: تسع -وهو أصَحُّ- وستينَ وخمس مئة.

٢٩٨ - عَزِيزُ (٢) بن محمدِ اللَّخْميّ، مالَقيٌّ، أبو هُريرة.


(١) قال ابن الزبير: "قتل في رمضان عام ثمانية وثلاثين".
(٢) ترجمه ابن الفرضي في تاريخه (١٠٠٥)، وعبد الغني بن سعيد في المؤتلف ٢/ ٥٧٣، وابن ماكولا في الإكمال ٧/ ٦، والحميدي في جذوة المقتبس (٧٣٧)، والضبي في بغية الملتمس (١٢٥٥)، وابن خميس في أدباء مالقة (١١٥)، وابن الأبار في التكملة (٢٩٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>