للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عنه أبَوا الحَسَن: ابنُ محمد بن خِيَار وابن مُؤمن، وأبو الخَليل مُفرج بن سَلَمةَ، وأبو ذَرّ بن أبي رُكَب، وأبو القاسم بنُ بَقِيّ، وآباءُ عبد الله: الاندَرشيّ وابن حَسَن بن مُجبر وابنُ عبد الحقّ التِّلِمسيني وابن القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد الكريم، وأبو الحُسَين يحيى بنُ محمد بن الصايغ، وآباءُ محمد: ابنُ محمد بن تَمّام وعبدُ العزيز بن زيدانَ وقاسمُ بن محمد بن عبد الله القُضَاعيُّ ابنُ الطّويل وأبو زكريّا التّادَليّ.

وكان مُقرئًا للقرآن العظيم كثيرَ الاعتناءِ برواياتِه مجُوِّدًا مُتْقِنًا، فاضلًا صالحًا مشهورًا بإجابةِ الدعوة، كريمَ المجالَسة، وأسَنَّ فكان من آخِر الرُّواةِ عن بعض هؤلاءِ الشّيوخ، والتزَمَ الإمامةَ بمسجدِه والإقراءَ فيه ستًّا وستينَ سنة، إلى أن توفِّي عَفَا الله عنه في عَقِبِ رجَبِ تسع وستينَ وخمس مئة، قاله أبو الحَسَن بنُ مُؤمن. وقال أبو عبد الله بن قاسم: في شهرِ رجب تسع. وقال أبو يعقوبَ ابنُ الزَّيّات: إنه توفِّي في رَمَضانِ أربع وستينَ، وحَكًى ذلك عن أبي القاسم بن بَقِيّ، وذلك لا يصحّ؛ فقد قال أبو عبد الله بنُ عبد الحقّ: إنه لقِيَه وكتَبَ له مُجِيزًا بفاسَ في شهر ربيعٍ سنةَ خمسٍ وستّين، وقال أبو عبد الله بن حَسَن: إنه كتَبَ إليه مُجِيزًا في رَمَضانِ ثمانٍ وستّين.

قال أبو الحَسَن بنُ مُؤمن: واحتَفَلَ الناسُ لشهودِ جَنازته وأتْبعوهُ ثناءً حسَنًا وذكْرًا جميلًا، وتهافَتَ العامّةُ على نَغشِه وقبرِه متبرِّكينَ بهما. ومَوْلدُه بقُرطُبةَ في رجبِ سَبْع (١) وسبعينَ وأربع مئة.

أنشَدتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ وأبي عبد الله بن أبي محمد عبد الله البَكْريِّ، قال: أنشَدَنا أبو الحَسَن الشارِّيُّ قال: أنشَدَني أبو محمد بن زَيْدانَ لشيخِه أبي الحَسَن ابن حُنين في كُتب الإمام أبي حامد الغَزّالي [٤٣ و] [مجزوء الرمل]:

حَبَّرَ العِلْمَ إمامٌ ... أحسَنَ اللهُ خَلاصَهْ

ببسيطٍ ووَسيطٍ ... ووَجِيزٍ وخُلاصهْ


(١) هامش ح: ست عند ابن الأبار وابن الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>