للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو القاسم المَلاحي. وحَدّثنا عنه شيخَنا أبو الحَسَن الماقريَّ الكَفيفَ (١) رحمه الله.

وكان محدثًا مُكْثِرًا ثقةً ضابطًا، عاقدًا للشُّروط مُبرِّزًا في العدالة، زَكِيًّا فاضلًا، بارعَ النَّظْم والنَّثر، رائقَ الخَطّ قوِيَّه، وله: "رَدٌّ على ابن غَرسِيّةَ اللَّعينِ في رسالتِه الشُّعوبيّة"، وغيرُ ذلك من المُنشَآت، واستُقضيَ بقَصْرِ كُتَامةَ.

حدَّثني الشّيخُ الحافظُ أبو عليّ الماقريُّ رحمه اللهُ قراءةً منِّي عليه بثَغْر أسَفي [٤٣ ظ] حَماهُ الله، قال: حدَّثنا الشّيخُ أبو الحَسَن بنُ أبي قُوّة، إملاء من كتابِه، قال: حدَّثنا القاضي أبو القاسم بنُ حُبَيْش قراءةً عليه، عن بعض أصحاب أبي عليّ الصَّدَفيّ عنه. قال أنجو الحَسَن: وحدَّثني أبي رحمه اللهُ إجازةً عن أبي العبّاس بن عيسى وأبي إسحاقَ بن جماعةَ عن أبي عليّ المذكور، عن أبي العبّاس العُذْريّ، قال: حدَّثنا أبو بكرٍ محمدُ بن نُوح بالمسجد الحرام عندَ باب بني مَخْزوم، وقرأتُه عليه، قال: حدَّثنا سُليمانَ بن أحمدَ بن أيّوبَ الطَّبَرانيُّ أبو القاسم، قال: حدَّثنا المِقْدامُ بن داودَ، حدّثنا عبدُ الله بن يوسُف، حدّثنا مالكُ بن أَنَس، عن نافع، عن ابنِ عُمرَ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "طعامُ البخيل داء، وطعامُ السَّخِيِّ شفاء" (٢).

وأنشَدتُ على شيخِنا أبي عليّ الماقريّ وكتَبَ في من كتابِه، قال: أنشَدَنا الفقيهُ أبو الحَسَن بنُ أبي قُوّةَ رضي اللهُ عنه لنفسِه [الطويل]:

أرَدْنا طِلابَ العِلْمِ مع طَلَب الغِنى ... ولم نَقتصر في الجانبَيْنِ على قسْمِ

ففازتْ ذوو الشّأنيْنِ كل بشأنِهِ ... فلا نحنُ في مالٍ ولا نحنُ في عِلْمِ


(١) تكرر ذكر هذا الشيخ في هذا الكتاب، وقد نشر له الدكتور محمد بن شريفة رسالة في المنطق بمجلة "المناظرة" التي صدرت مدة في المغرب.
(٢) لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عدي: لا يثبت، وقال الذهبي: كذب، وقال ابن حجر: منكر، فهو باطل عن مالك (ينظر الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>