للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عبد البَرّ، ولقِيَ أبا الوليد بنَ رُشْد، وناوَلاهُ وأجازا له، وأجاز له أبو عليّ ابنُ سُكّرة، وله "برنامَج" ذكَرَهم فيه وبَيَّن ما أخَذَه عنهم.

وذَكَرَ ابنُ الأبار (١) أنه سَمِع من أبي بكرٍ ابن العَرَبيِّ وأبي الحَسَن ابن بَقِيّ وأبي الحَسَن بن مُغِيث وأنّ أبا الحَسَن خُلَيْصَ بن عبد الله وأبا عِمرانَ بن أبي تَلِيد وأبا القاسم بنَ أبي جَمْرةَ أجازوا له، ولم يُجرِ لذلك ذِكْرًا في البرنامَج المذكور.

رَوى عنه ابناهُ: أبو بكر محمدٌ وأبو القاسم، وأبو محمد عبدُ الرّحمن، وهُو آخِرُ الرُّواة عنه، وأخوه أبو المُغِيرة عَوْفٌ، وابنُ أُختِه أحمدُ بن محمد بن حَكَم، واسبوا إسحاقَ: ابن عليّ الزَّوالي [٤٦ و] وابن محمد العَبْدريّ، وآباءُ بَكْر: عَتِيق ابن قَنْتَرال، والمُحمدونَ: ابنُ أبي زَمَنين وابن خَيْر وابن سَعيد بن يَبْقَى وابنُ يحيى النَّيّار، وأبو الحَسَن بن يحيى القُرَشيُّ وأبو الحَكَم عُبَيد الله بن غَلِنْدُه، وأبو الخَطّاب بنُ واجِب، وأبو عُمرَ يوسُفَ بن عَيّاد، وأبَوا القاسم: عبدا الرّحمن ابنا المحمّدَيْن: اليَزِيديّ وابن سَعيد بن يَبْقَى المذكور، وآباءُ محمد: جابرُ بن محمد الأُمَويّ وعبدُ الله بن جُمْهُور وابنُ محمد بن إسماعيلَ بن زُهير، وأبو مَزوانَ مالكُ بن محمد ابن الرَّمّاك، وأبو الوليد جابرُ بن محمد الحَضْرَميّ.

وكان من جِلّة أعيانِ بلده وأحدَ المتقدِّمينَ به للرُّتَب العَلِية، واستُقضيَ به صَدرَ دولةِ أبي محمد عبد المؤمن بن عليّ، فحُمِدت سيرتُه. وكان محدِّثًا راويةً عَدلًا ثقةً صحيحَ السَّماع، وافرَ الحظِّ من الفقه، متقدِّمًا في العربيّة، كريمَ الذّاتِ قديمَ الشَّرَف، وأملَى في مناسكِ الحجِّ "مختصرًا" حسَنًا.

مَوْلدُه بباجَةَ سنةَ تسعينَ وأربع مئة، وتوفي بإشبيلِيَةَ ليلةَ الثلاثاء [٤٦ ظ] منتصَفَ ربيع الأوّل، وقيل: لأربعَ عشْرةَ ليلةً بقِيَتْ منهُ سنةَ سبع وستينَ وخمس مئة، ودُفنَ عَقِبَ صلاةِ العَصر يومَ الثلاثاءِ المذكور بخارج بابِ قَرَمُونةَ، وصَلّى عليه ابنُه الوزيرُ أبو القاسم بمقرُبةٍ من شَفِير قبرِه، وكانت جَنازتُه مشهودةً والثناءُ عليه جميلًا.


(١) التكملة (٢٧٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>