للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُلد لليلةٍ بقِيَتْ من شوّالِ ستٍّ وثلاثينَ وخمس مئة بقُرطُبة، وتوفِّي بها ليلةَ الاثنين الثانيةَ عشْرةَ من صَفَرِ ستَّ عشْرةَ وست مئة، ودُفن يومَ الاثنين بمقبُرة أُمِّ سَلَمةَ وبمقرُبةِ قبرِ هارونَ بن سالم الزاهد.

٣٣٥ - عليّ (١) بن أحمدَ بن عليّ بن فَتْح بن لُبّال بن إسحاقَ بن أُميّةَ بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن مُعاويةَ بن هِشَام بن عبد الملِك بن مَرْوانَ بن الحَكَم بن أبي العاص بن أُميّةَ بن عبد شمس بن عبد مَنَافٍ الأُمَويُّ، شَرِيشيٌّ، أبو الحَسَن، ابنُ لُبال.

تَلا بالسَّبع على أبي [٤٨ و] الحَسَن شُرَيْح، وسَمِعَ الحديثَ عليه، ورَوى عن أبوَيْ بكر: ابن طاهر وابن العَرَبي، وأبي الحَسَن بن محمد بن مُسَلَّم الأديب، وأبي الطاهِر التَّميمي، وأبي الفَضل ابن الأعلم، وأجاز له أبو بكر بنُ فَنْدِلَة وأبو الحَجّاج القُضَاعي.

رَوى عنه أبوا بكر: ابنُ الغَزَال وابن خَليفةَ وأبو الحَسَن ابنُ الفَخّار، وابنا حَوْطِ الله، وأبو العبّاس بن عبد المؤمن، وأبو عليّ ابنُ الشَّلَوبِين وأبو عَمْرو بن محمد بن غِيَاث. وكان معتنيًا بالقراءات مجوِّدًا لها، وافرَ الحظِّ من الآداب، حافظًا للتاريخ والنّسَب، متقدِّمًا في علم العربيّة، عاقدًا للشّروطِ ضابطًا لها، واستُقضيَ بشَرِيشَ فتقلَّد القضاءَ مُكرَهًا (٢). وكان من أفاضل قُضاة زمنه صَدْعًا للحقِّ في


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٧٨٠)، وفي تحفة القادم (٧٤)، وابن سعيد في رايات المبرزين (٢٣)، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢٣٢، والذهبي في المستملح (٦٧٨)، وتاريخ الإسلام ١٢/ ٧٦١، وينظر تأليف الدكتور محمد بن شريفة: ابن لبال الشريشي.
(٢) علق في هامش ح عند هذا الموضع فحكى قصة توليه القضاء ومما قاله: "سبب توليه القضاء أن والي إشبيلية كتب إلى أهل شريش أن يجتمعوا على رجل منهم يولى القضاء بها فجمعهم والي البلد فاجتمعوا عليه ولم يختلف أحد منهم فحلف ألا يكون قاضيًا ورجا أن يبروا قسمه فلم يفعلوا وكتبوا مكتوبًا باتفاقهم عليه إلى والي إشبيلية فوصل أمره إليها بولايته. فهمّ بالمشي إليه ليستعفي فمنعوه واتفقوا على المشي في طلبه إن أبى وتأدى لوالي إشبيلية المذكور أنه ضعيف الحال فأجرى له جراية من بيت المال مشاهرة فاشترى الفقيه أبو الحسن منها عبدًا فأعتقه كفارة ليمينه". قلنا: وهذا الخبر منقول عن صلة الصلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>