للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عنه أبو بكر بن عبد النُّور، وأبو جعفر ابنُ الدَّلّال، وآباءُ عبد الله: ابنُ أحمدَ المَذْحِجيّ وابن سَعيد الطَّرّاز وابنُ شُنَيْف وابن طارق، وأبو عليّ الحَسَن بن سَمْعانَ وأبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان.

وكان فقيهًا حافظًا مُستبحِرًا حسَنَ النَّظَر، أديبًا شاعرًا مُجِيدًا، كاتبًا بليغًا فاضلًا، وصنَّف في شَرْح "الموطَّإ" مصنَّفًا سمّاه: "نَهْجَ المسالك للتَّفَقُّه في مذهبِ مالك" في عشَرةِ مجُلَّدات، وفي شَرْح "صحيح مسلم" وسمّاه: "اقتباسَ السِّرَاج في شَرْح صحيحِ مُسلم بن الحَجّاج"، وفي شَرْح "تفريع ابن الجَلّاب" وسمّاه: "التّرصيع في تأصيلِ مسائلِ التَّفريع"، وصنَّفَ في الأدب، ومنظوماتُه ورسائلُه شاهدةٌ بتبريزِه وتقدُّمِه، ومنها منظوماتٌ وَسَمَها بـ "الوسيلة لإصابةِ المعنى في شَرْح أسماءِ الله الحُسنى" (١) ضمَّن كلَّ قطعةٍ أو قصيدةٍ منها اسمًا من أسماءِ الله تعالى، منها قولُه: بسم اسم الله سبحانَه [الطويل]:

قلِ: اللهُ تَستفتحْ منَ أسمائه الحُسنى ... بأعظمِها لفظاً وأعظمِها معنى

هُو اللهُ فادْعُ اللهَ بالله تَقترِبْ ... لأقربَ قُرْبًا من وَرِيدِكَ أو أدنَى

وأمِّلْهُ مُضْطرًّا تقِفْ عندَ بابِهِ ... وقوفَ عَزيزٍ لا يُصَدُّ ولا يُثْنَى

ببابِ إلهٍ أوسَعَ الخلقَ رحمةً ... فلله ما أوْلَى لبّرٍّ وما أحنَى

وقَدِّمْ من الإخلاصِ ثَمَّ وسيلةً ... تنَلْ رُتْبةَ العلياءِ والمقصِدَ الأسنَى

أمولايَ هل للخَلْقِ غيرُكَ مُفْضِلٌ ... يُصَرَّحُ عنْ ذكراهُ في الفَضْل أو يُثنَى

ببابِكَ مضطرٌّ شَكَا منكَ فَقْرَهُ ... لأكرمِ مَن أغنى فقيرًا ومَن أقْنَى

وللفضلِ والمعروفِ منكَ عَوائدٌ ... لها الحمدُ ما أدنَى قُطوفًا وما أهنا

فهَبْها لكَ الإنعامُ غُرًّا خَوالدًا ... تَفَانَى لها الأيامُ طُرًّا ولا تَفْنَى


(١) منها نسخة خطية في خزانة القرويين بفاس، برقم (١٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>