للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عن أبي الحَسَن ابن النِّعمة، ولازَمَه وتأدَّب به، وأبوَيْ محمد: ابن السِّيْد، واختَصَّ به، وابن عيسى القَلَنِّي، وأبوَيِ الوليد: محمد بن عبد الله بن خِيَرةَ وابنِ الدَّبّاغ.

رَوى عنه أبو إسحاقَ بن محمد بن مُفرّج، وأبو بكرٍ صَفْوانُ بن إدريسَ، وأبَوا الحَسَن: ابنُ أحمدَ بن مَرَطَيْل وابن محمد بن مُقَصَير، وعبدُ الله بن محمد بن خَلَف بن سَعادةَ.

وكان إمامًا متقدّمًا بارعًا في علوم اللِّسان نَحْوًا ولُغةً وأدبًا، وأقرَأَ ذلك عُمُرَه كلَّه، كاتبًا بليغًا، شاعرًا مُجِيدًا بديعَ التشبيه عجيبَ الاختراع والتوليد، أنيقَ الخَطّ كتَبَ الكثيرَ وأتقَنَ ضَبْطَه وجَوَّدَه، وعُنيَ بالعلم طويلًا. وكانت فيه غَفْلةٌ شديدة عُرِفَ بها وشُهِرت عنه (١)؛ وكتَبَ عن أبي الرَّبيع سُليمانَ بن عبد الله بن عبد المؤمن.

وله مصنَّفاتٌ، منها: "اختصارُه العِقْد"، ومنها: جَمْعُ طُرَرِ أبي الوليد الوَقَّشيّ وأبي محمد ابن السِّيْد على "الكامل"، إلى زياداتٍ من قِبَلِه عليهما وسَمّاه: بـ "القُرْط"، ومنها: "إكمالُ شَرْح أبي محمد ابن السِّيْد على الجُمَل" من حيثُ انتهى إليه وتوفِّي عنه، وذلك ممّا بعدَ بابِ النُّدْبة إلى آخِر الكتاب، ومنها: "كتابُ مشاهيرِ الموشِّحينَ بالأندَلُس" وهم عشرونَ رجلًا ذكَرَهم بحُلاهم ومَحاسنِهم على طريقة الفَتْح في "المطمح" و "القلائدِ" وابنِ بَسّام في "الذَّخيرة" وابن الإمام في "سِمْط الجُمَان"، إلى غيرِ ذلك من تقاييدِه وإملاءاتِه النّبيلة المُفيدة. ومن شعرِه ما أنشَدناهُ [الكامل]:

يا لاحظًا تمثالَ نَعْلِ نبيِّهِ ... قَبِّلْ مثالَ النعلِ لا متكبِّرا

والثُمْ به فلطالما عَكَفَتْ بهِ ... قَدَمُ النبيّ مُرَوِّحًا ومبَكِّرا

أوَ ما تَرى أنّ الشَّجيَّ مُقَبّلٌ ... طَلَلًا وإن لم يُلْفِ فيه مُخبِّرا؟!


(١) انظر حكاية عن غفلته في النفح ٣/ ٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>