للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا سُدَّ بابٌ عنكَ منْ دونِ حاجةٍ ... فَدَعْهُ لأُخرى ينفتحْ لك بابُها

فإنّ قِرابَ البَطْنِ يكفيكَ مِلؤُهُ ... ويكفيكَ سَوْءاتِ الأُمور اجتنابُها

ولا تكُ مِبْذالًا لعِرضِكَ واجتنب ... ركوبَ المعاصي يجتنبْكَ عِقَابُها

وقولُه يصف النَّملةَ (١) [السريع]:

وذاتِ كَشْحٍ أهيفٍ شَخْتِ ... كأنَّما بُولِغَ بالنَّحْتِ

زَنْجيّةٌ تحمِلُ أقواتَها (٢) ... في مثلِ حَدَّيْ طَرَفِ الجفْتِ

كأنَّما آخِرُها قطرةٌ ... صغيرةٌ من قاطِرِ الزِّفْتِ

أو نُقطة جامدةٌ خَلْفَها ... قد سَقَطتْ من قَلَم المُفْتي

سيَّارةٌ ميَّارَةٌ قَيْظَها ... تَدَّخِرُ القُوتَ إلى وقتِ

تشتدُّ في الأرضِ على أرجُلٍ ... كشعرةِ المُخْدَجِ في البتِّ

تَسْري اعتسافًا ثم قد تهتدي ... في ظُلْمَةِ اللّيل إلى الخُرْتِ (٣)

لا يَسمَعُ الإنسُ لها مَوْقِعًا ... في وَطْءِ مَيْثاءٍ ولا مَرْتِ (٤)

تشهَدُ أنّ الله في مُلكِه ... خالقُها في ذلك السَّمتِ

هَيْهاتَ في تحقيقِ أعضائِها ... ما يُعْجِزُ الوَهْمَ عنِ النَّعتِ

تجهَرُ بالتسبيح آناءَها ... تخاطبُ الألبابَ بالصَّمتِ

سبحانَ مَن يعلمُ تسبيحَها ... ووَزْنَها من زِنَةِ البُخْتِ


(١) الأبيات في الجذوة وبغية الملتمس.
(٢) في م ط: "أثقالها".
(٣) الخرت: الثقب، وهنا يعني ثقب الإبرة.
(٤) المرت: المفازة لا نبات فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>