للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله أشكو مُشرَئبًّا إلى الغِنى ... حَريصًا على كسْرِ المخازنِ حافزا

ألا إنَّ قارونَ استعَزَّ (١) بكَنْزِهِ ... فَواهًا لِمنْ أضحىَ كقارونَ كانزا

ألم يعلَمِ الإنسانُ أنَّ أمامَهُ ... مَقامًا لِما أوعَى وأمْرًا مُنَاجِزا

فما بالُهُ استَغنَى فنَهْنَهَ واجبًا ... وجَوَّزَ ما لم يَجْعلِ اللهُ جائزا؟!

فأقسِمُ بالله الذي نَوَّرَ الهُدى ... وصَيَّر بين البحرٍ والبحرِ حاجِزا

لقد ظَلَموا شيخَ القَوافي يَصُوغُها ... قصائدَ مما يُنْتقَى وأراجِزا

أداروا عليهِ منْ سِمَامِ اعتدائهمْ ... أباريقَ ممّا يُتَّقَى وقَواقِزا

وشَقُّوا عليه ظالمينَ أديمَه ... كأنْ قد أصابوهُ عن الحقِّ ناشِزا

همُ جَرَّدوني مِن لَبُوسِ اعتنائكمْ ... وهمْ ألبَسُوني من نَجِيعي قَرامزا

وهمْ أوْطَأوا ساقيَّ أدهمَ كلّما ... تحرَّكْتُ غَنَّاني فصيحًا ورامِزا

ولم أقترِفْ إثمًا يُميتُ مَعَاذِري ... ولا جئتُ ذَنْبًا يترُكُ العفوَ عاجِزا

سوى أنْ رأَوْا والحمدُ لله وَحْدَهُ ... حَفيظًا لنا ممّا نَخافُ وحارِزا

فهَمُّوا ولولا ما وَقَى اللهُ غَيَّبوا ... حُشاشَةَ نَفْسي واستباحوا الجَرامزا (٢)

ولو قَذَفتْ بي الريحُ في أرضِ هُرمُزٍ ... وعَهْدِكَ عندي ما اتَّقيْتُ الهَرامزا

وتالله ما آنَسْتُ إلّا مَواردًا ... عِذابًا وطَبَّاخًا أنيقًا وخَابِزا

رجاءً وخوفًا أنْ يُرى النَّقْعُ تَحتَهُ ... لواءُ الهُدى يَمضي به النصْرُ قافزا

إذا أمَّ مِحلالُ العِدا وَجَدَ الرَّدى ... به مُسْبَطِرًّا بارِزًا ومُناهزا

كذلك حتى يَجمَعَ اللهُ خلْقَهُ ... على حُبِّكمْ أرواحَهُمْ والغرائزا


(١) في م ط: "استفز".
(٢) الجرامز: جمع جرموز وهو البيت الصغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>