للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسَرَقُسْطةَ بيتَ الحُسَين بنِ يحيى الثائرِ بها، وهُو: الحُسَينُ بن يحيى بن سَعيد بن سَعْد (١) بن عُبَادةَ، قال: ومن أهلِه عُبَادةُ بنُ أفْلَحَ بن سَعيد بن يحيى بن سَعِيد ابن سَعْد.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وعُبَادةُ هذا هو أبو جَدِّ عُبَادةَ الشاعرِ، ولم يَذكُرْ أنّ الحُسَين أبًا (٢) لأفْلَحَ ولا ابنًا له.

وعليٌّ المترجَمُ به طُلَيْطُليّ، خرَجَ منها قبْلَ تغلُّبِ الرُّوم عليها بيسير (٣)، وتجوَّلَ في كثيرٍ من بلادِ الأندَلُس وسَكَنَ طائفةً منها، فنزَلَ بَطَليَوْسَ ثم إشبيلِيَةَ ثم قُرطُبة؛ أبو الحَسَن اللُّونْقُه، وتفسيرُه الطويل.

رَوى عن أبوَيْ بكر: خازِم وابن الغَرَّاب وأبي الحَسَن يونُسَ بن مُغيث، وأبي سَعِيد الوَرّاق، وأبي شاكر بن مَوْهَب، وأبي العبّاس العُذْرِيّ، وأبي عليّ الغَسّانيّ، وأبي عُمرَ بن عبد البَرّ، وأبي القاسم أصبَغَ ابن المُناصِف، وآباءِ محمد: ابن خَلَف ابن السَّقَّاط وابن عَتّاب وابن محمد الشارِقيّ، وأبي المُطرِّف عبد الرّحمن بن محمد بن سَلَمَة، وعَدَّ ابنُ الأبّارِ في شيوخه أبا عبد الله ابنَ السَّقّاط؛ رَوى عنه ابنُه أبو محمدٍ الحَسَن.

وكان فقيهًا عارِفًا مجتهِدًا في طلب العلم، وَرِعًا موفورَ الحَظّ من علم الطّبّ، لَقِنَه عن أبي المُطرِّف بن وافِد (٤)، وكان مُسدَّدَ العلاج وله مُجَرَّباتٌ في الطبِّ نافعةٌ أُخِذَت عنه فحُمِدَ اختبارُهُ إيّاها واختيارُه؛ وتوفِّي بقُرطُبةَ عامَ ثمانيةٍ أو تسعةٍ وتسعينَ وأربع مئة.


(١) من هنا إلى آخر الفقرة سقط من م.
(٢) كذا في النسخ.
(٣) كان تغلب الروم على طليطلة عام ٤٧٨ هـ.
(٤) انظر ترجمته في طبقات الأمم ٨٣ - ٨٤، وابن أبي أصيبعة ٣/ ٧٩ (ط. بيروت) وكان حيًّا في سنة ستين وأربع مئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>