للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَرِّجْ على رَبْعِ العلاءِ مُعَرِّسًا ... بِمَعَانِ عزِّ المعتزي للعابدِ (١)

العالمِ الأعلى العميدِ لعصرِهِ الـ ... ـمُعْلي لأعلامِ العلومِ العاقدِ

وعسَاكَ تُعِلُمُه بِعَقْدِ مُعَظِّمٍ ... عنِّي وعهدِ مساعدٍ كالساعدِ

لتعودَ عنه برِفعةٍ فرِقاعُهُ ... عندي لعَمْرُ عُلاهُ أعظمُ عائدِ

طالعتُكَ يا عمادي الأرفَع، وعِتَادي الأنفَع -علا كَعْبُك، وعزَّ شِعْبُك، وساعَدَك عَصْرُك، وتباعَدَ عنك عُصْرُك (٢)، وارتَفَعتْ مصاعِدُك، وعَمَرتْ معاهدُك، وأعجَزتَ بدائعُك، وأعجَبتْ صنائعُك، وسَعِدَ مُعاشرُكَ ومَعاشرُك، وقَعَد مُعاليكَ عن مَعاليك- مطَّلعًا على اعتقادِ الاعتداد، ومُسمِعًا علياءَكَ التعريفَ بالاعتماد، ليتعاضَدَ المعقولُ بالمسموع، وتتعاقَدَ على رَعْي ودائعِ الضُّلوع، ويتَعبَّدَ للمطالعةِ مَهْيَع، ويَعذُبَ للمراجعةِ مَشْرَع، ولعَمْرُ يَراعتِكَ المُبتدَعة، وبَراعتِك المخترَعة، وطبعِك المَعِين، وانطباعِك المُعِين، وأسجاعِكَ المُرَصَّعة، وأشعارِك المُصَرَّعة (٣)، لَعَمَرْتُ عَصْرًا يمنَعُني عن إعلامِكَ بالإعظام، إعظامُك عن الإعلام، ويَعُوقُني إيضاعُ البضاعة، ويُضِيعُني عَدَمُ الاستطاعة، ويُعيدُني عِيِّي عهدَ السَّمع والطاعة، وتُعوزُني العبارة، وتُعجِزُني الاستعارة، على رُقعةٍ أبعَثُها لبقاعِك، وأستعيضُ عنها بعضَ قِراعِك، فعُذْتُ بالعَيْن، عِيَاذَ المُعْدَم بالعَين (٤)، فأَرْعَتْني سَمْعًا، وأعارَتْني سَجْعًا، ودَعَتْني لاتّباعِها، ووعَدَتْني باتّساعِ باعِها، فعجِبتُ لتَصَرُّعِها (٥)، بعدَ تمنُّعِها، وتواضُعِها معَ ترفُّعِها، فعرَّفَتْني بإلماعِهَا، معنى اجتماعِها، وأعلمَتْني بطَوْعِها، لزعيمةِ نوعِها (٦)، للمُمتنعةِ بترفيع المصاعِد، المتَّبِعةِ


(١) في النسخ: "عز المعتزيل العابد" والتصويب من هامش ح، قال: "أظنه: المعتزى للعابد"، ولم يقطع به.
(٢) عصرك: وقتك، ويعني بها وقت الأجل.
(٣) في النسخ: المسرعة، والتصريع في الشعر: جعل عروض البيت مثل ضربه.
(٤) العين: الذهب أو المال.
(٥) التصرع: كالتضرع، التذلل والاستخذاء.
(٦) في م ط: "نزعها".

<<  <  ج: ص:  >  >>