للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا دعا المنجودُ فيهمْ مَنْ فتًى ... يُنجِدُني أجابَهُ الكلُّ: أنا

تألَّفوا من كلِّ شِعبٍ حيّزًا ... كأنّهمْ من نُخبةٍ وفدُ مِنَى

وبادَروا مَيْدانَ نهرٍ فائضٍ ... يَعْصي المطايا وَيُطيعُ السُّفُنا

رَقَوْهُ أُفْقًا فوقَ بِكرٍ أشبَهَتْ ... من الهلال الشكلَ لا التلوُّنا

كأنّها فوقَ الخليج عقربٌ ... تبَوَّأَتْ ظهْرَ الحُبَابِ مَوطِنا

وطارَدوا فيه الأماني نُهَزًا ... فأشْمُلًا طَوْرًا وطَوْرًا أيمُنا

[١١٦ ظ] لا بَرِحَ الغَيْثُ يَجُودُ شطَّهُ ... وَجِزْعَهُ حيثُ تلَوَّى وانحنَى

فكمْ هناك للصِّبا من معهدٍ ... دلَّ الهوى فيه على الجِسم الضَّنى

تُردِّدُ العَيْنُ الهوى يومَئذٍ ... أمانيًا والقلبُ يَجْني فِتَنا

عُجْنا جِيَادَ الماءِ ملءَ شَدِّها ... لم يعترِضْها سَأَمٌ ولا وَنَى

تَحمِلُنا من الجِيَادِ أرجُلٌ ... وهذه تحملُنا أكُفنا

جُزْنا عليها معهَدًا فمعهَدًا ... إذا رأينا منزِلًا قُلنا: هُنا

حتّى إذا ما اكتَحَلتْ أبصارُنا ... بِشَنْتَبوسَ لم نَرِمْها وَطَنا

ذاتِ البِثَى البِيضِ التي تنَظَّمتْ ... كنَظْمِكَ العِقدَ فُرادى وثُنا

كأنّها تاجٌ تجَلَّى تحتَها ... عِقدٌ من النهرِ يفوتُ الثّمَنا

مُبْيَضَّةٌ من غيرِ سَوْءٍ معَها ... ثُعبانُ وادٍ لا يَصيرُ غُصُنا

وصاحبٍ في الطَّبعِ منه رِقَّةٌ ... لو أنّها في جِسمِه كانت ضَنَى

يَنزِعُ في القوسِ فيَرمي أسهُمًا ... مُصيبةً تقضي ظُباها الحُنَنا (١)

مالتْ به خَمْرُ الهوى حتى انبَرى ... يَرمي الحمَامَ فيُصيبُ الأغصُنا


(١) كذا؛ ولعل صوابه: تمضي ظباها حتنى، والمعنى تقع في الهدف متقاربة المواقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>