للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانا عندَ ابن الأبار رجُلَيْنِ مِنْ وَجْهٍ وَثِقَ به إمّا بأنْ يكونَ الغريبُ أبا هذا المُرْسِيِّ، وإمّا أن يكونا أجنبيَّيْنِ، وذلك كلُّه بعيدٌ عندي، فعليه عُهدتُه، واللهُ أعلم.

٦٨٦ - عليُّ بن مُخلِص الأنصاريُّ، أبو الحَسَن.

رَوى عن أبي محمد عبد المُنعِم ابن الفَرَس.

٦٨٧ - عليُّ (١) بن مَسْعود بن عليّ بن مَسْعود بن إسحاقَ بن إبراهيمَ بن عِصَام الخَوْلانيُّ، سَرَقُسْطيٌّ، أبو الحَسَن.

رَوى عن أبي القاسم ثابتِ بن عبد الله بن ثابِت، وذكَرَه ابنُ الأبّار، وقال: كان فقيهًا مُشاوَرًا حافظًا "للمُدوَّنة" بارِعًا في [١٢٥ و] الوثائق، وله حَظٌّ وافرٌ من الأدب؛ وَليَ قضاءَ مَيُورْقَةَ، وهُو الذي خَرَجَ معَ الخطيبِ أبي زَيْد بن مَنْتيال إلى الأميرِ أبي الطاهر تَمِيم بن يوسُفَ بن تاشَفِين في حصارِ سَرَقُسْطةَ وكلَّماهُ عن أهلِها بمَحْضَر أبي الغَمْر السائبِ بن غرّونَ في مُناجَزةِ العدوّ، فجَبُنَ عن ذلك، وكان انتقالُه بالجيوش عنها سببَ نَجاح الرُّوم إلى أن مَلكوها، وأنشَدَنا القاضي أبو إسحاقَ بنُ عائشةَ المَيُورْقيُّ له [البسيط]:

الموتُ يقطَعُ ما أمَّلْتُ من أَملي ... لو صحَّ عَقْلي طلَبْتُ الفوزَ منْ مهَلِ

من أين أُرضيكَ إلّا أنْ توفِّقَني ... هيهاتَ هيهات ما التوفيقُ مِنْ قِبَلي

هكذا أنشَدَنا أبو إسحاقَ ببَلَنْسِيَةَ، وكتَبْناهُما عنه، ولم يَزِدْنا عليهما؛ وقد غَلِطَ في نِسبة هذا الشِّعر إلى ابن عِصَام هذا، ولعلّه تمثَّلَ به، وهذان البيتانِ من قطعةٍ مجوَّدة لغيرِه، أوّلُها [البسيط]:

الموتُ يقبِضُ ما أطلَقْتُ من أمَلي ... ................. (البيتَ)

ما يَنقضي أملٌ إلّا إلى أملٍ ... فالدهرَ في ذا وذا لم أَخْلُ من شُغُلِ


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٧٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>