للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منظوماتِه قولُه مُجِيبًا أبا الحَسَن عليَّ بن عبد الغَنيّ الحُصريّ عن أبياتِه الداليّة (١) [الطويل]:

أُسائلُكمْ يا مُقرئي الغَرْبِ كلَّهِ ... وما مِن سؤالِ الحَبْرِ عن عِلمِه بُدُّ

بحرفَيْنِ مَدُّوا ذا وما الأصلُ مَدُّهُ ... وذالم يَمُدُّوهُ ومِنْ أصلهِ المَدُّ

وقد جُمِعا في كِلْمةٍ مُسْتَبينةٍ ... على بعضِكمْ تَخْفَى ومن بعضِكم تبدو

فأجابه أبو محمدٍ هذا عنها بقولِه [الطويل]:

عجِبتُ لأهلِ القَيْروانِ وما حَدُّوا ... لذي قَصْرِ سَوْءاتٍ وفي همزِها مَدُّوا

لوَرْشٍ ومدُّ اللِّينِ للهمزِ أصْلُهُ ... سوى مَشْرعِ الثّنْيا إذا عَذُبَ الوِردُ

وما بعدَ همزٍ حرفُ مدًّ يمُدُّهُ ... سوى ما سكونٌ قبلَه ما له بُدُّ

وفي همز سَوْءاتٍ يُمَدُّ وقبلَهُ ... سُكونٌ بلا مدٍّ فمِن أين ذا المدُّ؟

يقولونَ: عينُ الجَمْع فَرْعُ سكونِها ... فذو القَصْرِ بالتحريكِ الاصليِّ يَعتَدُّ

ويوجِبُ مدَّ الهمزِ هذا بعينِهِ ... لأنَّ الذي بعدَ المحرَّك ممتَدُّ

ولولا لُزومُ الواوِ قلبًا لحُرِّكَتْ ... بجمعٍ بفَعْلاتٍ في الاسما له عَقْدُ

وتحريكُها والْيَا هُذَيْلٌ وإنْ فَشَا ... وليس لهُ فيما رَوى قارئٌ عَدُّ

وللحُصَريْ نَظْمُ السؤالِ بها وكمْ ... عليه اعتراضٌ حينَ فارَقَه الجدُّ

ومن يَعْنِ وَجْهَ الله بالعلم فلْيُعَنْ ... عليه وإن عَنَّى به خانَه الجدُّ

وممّن أجاب الحُصريَّ عن أبياته المسطورة قبلُ المُقرئ أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ طَلحةَ الشاعرُ المعروفُ بابن الحَدّاد، فقال [١٦٦ ظ] [الطويل]:

ألا أيُّها الأُستاذُ واللهُ راحم ... وغافرُ لهوٍ ظَلْتُمُ دَهْرَكُمْ تَشْدو


(١) انظر أخبار وتراجم أندلسية (١٢١)، وإنباه الرواة ٣/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>