للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسائلُكمْ يا مُقرِئي الغَرْبِ كلّهِ ... وما مِن سؤالِ الحَبْر عن علمِه بُدُّ

بحرفَيْنِ مَدُّوا ذا وما الأصلُ مَدُّهُ ... وذا لم يَمُدُّوهُ ومِن أصلِهِ المَدُّ

وقدجُمِعا في كِلْمةٍ مُستبِيبةٍ ... على بعضِكمْ تخفَى ومن بعضِكمْ تَبْدو

وها أنا ذا في ذا الزّمانِ أُجيبُكمْ ... فأُسمعُ ما أسمَعْتُ قلبيَ مِنْ بَعْدُ

بلفظةِ سَوْءاتٍ لَغَزْتَ وواوِها ... وبالألِفِ التالي لها الزائدُ الفَرْدُ

فقلتَ عن المَدّاتِ ما المدُّ أصلُها ... وقلتَ لواوٍ أصلُها فَتْحُها المَدُّ

وهذا مقالٌ منكَ غيرُ مُحرَّرٍ ... وحُكمٌ بجَوْرٍ حقُّه الفَسْخُ والرّدُّ

فليتَكَ إذْ لم تُعطِ ذا الحقِّ حقَّهُ ... سكَتَّ ولم تُهْجِرْ وليتَكَ لم تَعْدُ

فقلتَ وبعضُ القول عِيٌّ وغِيبةٌ ... على بعضِكمْ تخفَى ومن بعضِكمْ تَبْدو

فيا ليتَ شِعري! ما دهاكَ وما الذي ... عَدابكَ عن نَهْج هُو الرُّشْدُ والقَصْدُ؟!

وهل مَدَّ إلّا في ثلاثةِ أحرُفٍ ... هِيَ الأصلُ يَدرِيها وَيعرِفُها زيدُ؟

أحسَنُ منه:

* يَدْري حُكمَها الحُرُّ والعبدُ *

لها أُمّهاتٌ هُنّ ولَّدْنَ مَدَّها ... وهُنَّ لها أصلٌ وهُنّ لها وُلْدُ

وهل مُدَّ حرفُ اللِّينِ إلّا لكَونِهِ ... يُضارعُها في المدِّ إنْ مُدَّ تمتَدُّ؟

وإن لم يُمَدَّ استَغْنأَ الدهرَ كلَّهُ ... عن المدِّ فيه واستوى الوَجْدُ والفَقْدُ

وما أصلُ حرفِ اللِّين في جَمع بَيْضةٍ ... وسَوْءاتِكمْ إلّا التحرُّكُ لا الضِّدُّ

قال السَّخاوي: وهذا كما قال [الوافر]:

* فنَجهَلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا *

وذلك راعَى مَنْ رَواهُ لوَرْشِنا ... بقَصْرٍ ومَدُّوا سائرَ الحرفِ واعتَدُّوا

لكونهِ الاولَى والأحقَّ بمدِّهِ ... لِما قد ذكَرْنا والإلهُ له الحمدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>