للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلُّ شيءٍ فمقدورٌ بقُدرتهِ ... وهْو المُسبِّبُ ما للغَيْرِ تَسبيبُ

فسلِّمِ الأمرَ للأحكام وارْضَ بها ... فكلُّ حُكمٍ بصَفْحِ اللَّوْح مكتوبُ

والربُّ ربٌّ وكلٌّ تحتَ قُدرتهِ ... يَقضي بما شاءَ والمربوبُ مربوبُ

وكلُّ حيٍّ فعنْ رِزقٍ وعن أجلٍ ... كلٌّ بسابقةِ التقديرِ محسوبُ

كفاكَ ربُّكَ أمرًا قد تكفلَهُ (١) ... فالهَمُّ بالكائنِ المَكفِيِّ تعذيبُ

قال المصنِّف عَفَا اللهُ عنه: قولُ الناظم: "للغَيْر" لا تقولُه العرب؛ وهذا من النَّظم النَّقيِّ البارع الشاهدِ بتقدُّم مُنشئه وبلاغتِه، وتبريزِ في شَأْو إجادتِه.

توفِّي عن سِنٍّ عالية في العَشْر الأُخَر من شعبانِ اثنينِ وخمسينَ وست مئة (٢).

١٢٠١ - محمدُ (٣) بن أحمدَ بن خليلٍ السَّكُوني، لَبْليُّ الأصل إشبِيليُّ المنشَإ والمسكَن، أبو عُمر.

أخو أبي الحَكَم وأبي الخَطّاب المذكورَيْنِ آنفًا وأبي الفَضْل وأبي بكرٍ يحيى الآتي ذكْرُه بعدُ إن شاء الله. تفَقَّه على أبيه وعمَّيْه: أبي زَيْد وأبي محمدٍ عبدٍ الحقّ، ورَوى عن آباءِ بكر: ابن الجَدّ وابن مالك والنَّيّار وأبوَي القاسم: ابن بَشْكُوال والحَوْ فيِّ، وأبي الحَسَن بن لُبّال، وأبي زَيْد السُّهَيْلي، وأبي عبد الله بن زَرْقُون، وأبي العبّاس بن مَضَاء، وأبوَيْ محمد: ابن جُمهُور والحَجْريّ؛ وأجازَ له من أهل المشرِق آباءُ الطاهر: الخُشُوعيُّ والسِّلَفيُّ وابنُ عَوْف، وله شيوخٌ غيرُ هؤلاء [....] (٤).

وكان حَسَنَ المشارَكة في فُنونٍ من العلم، فقيهًا حافظًا، جيِّدَ القيام على المذهبِ المالكيّ ذاكرًا مسائلَه، وجَمعَ بينَ "الرِّسالة" و"التفريع" و"التلقين" جَمْعًا


(١) في النسخ: "تكلفه".
(٢) في الحادي والعشرين من شعبان كما نقل ابن أيبك عن ابن الزبير.
(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٤/ ٥٥٥.
(٤) بياض في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>