للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٧١ - محمدُ (١) بن أحمدَ بن عبد الرّحمن بن عيسى بن إدريسَ التُّجِيبيّ، مُرْسيّ، أبو القاسم.

رَوى عن أبيه، وأبوَيْ بكر: ابن خَيْر وابن أبي ليلى، وأبوَي الحَسَن: ابن النِّعمة وابن فَيْد، وآباءِ عبد الله: ابن حَمِيد وابن يوسُفَ بن سَعادةَ وابن عبد الرّحيم ابن الفَرَس، وهو كان يُمْسِكُ أصُولَه على السامعينَ عليه عندَ كسَلِه اعتمادًا على ثقتِه ورُكونًا إلى أمانتِه، وابن أبي حُبَيْش وأبي محمدٍ عاشرٍ وأبي الوليد بن رُشْد، لازَمَه بقُرطُبةَ وأخَذَ عنه علمَه؛ وأجاز له أبو القاسم ابن بَشْكُوال.

رَوى عنه ابنُ أختِه أبو بحرٍ صَفْوانُ بن إدريسَ، وأبو الرَّبيع بنُ سالم، وأبو محمد بن أبي بَكْرٍ الدانيّ، وحدَّث عنه بالإجازةِ أبو بكرٍ محمدُ بن غَلْبُون.

وكان فقيهًا حافظًا مُتقِنًا أديبًا ذا حظٍّ من قَرْض الشِّعر ومُشارَكة في الكتابة؛ قال فيه أبو الرَّبيع بنُ سالم: فاضلٌ على الإطلاق، متقدِّمٌ في نَزاهةِ النفْس وكرَم الأخلاق؛ واستَقضاهُ ابن رُشد في غير جِهةٍ من جِهات قُرطُبة، ولم يزَلْ يُرشِّحُه وينهَضُ به حتى استُقضيَ بالجزيرةِ الخَضراءِ ثم بشاطِبَةَ، فحُمِدَتْ سِيرتُه، ثم صُرِفَ عنها وقتَ مِحنةِ أبي الوليد بن رُشْد وتتبُّعِ أصحابِه، ثم استُقضيَ بدانِيَة.

ومن نَظْمِه: ما أنشَدَه أبو عبد الله ابنُ الأبّار، قال: أنشَدَني له صاحبُنا أبو محمد بنُ أبي بكرِ الدّانيُّ عنه (٢) [مخلع البسيط]:

يا مُوقظَ النفسِ عَلّمَنْها ... ولا تَكِلْها إلى الجَهالهْ

فالنَّفْس بدرٌ والعلمُ شمسٌ ... والجهلُ فيها سوادُ هالَهْ

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: هذانِ البيتانِ لُزوميّان، ولا يصِحُّ في ثانيهِما أن يكونَ مُخلَّعًا؛ لوقوع "مفعولُن" في صَدْرِه موقعَ "فاعِلن" ومخرَجُه عندي من


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٥٥٣)، والذهبي في المستملح (٢٠٧)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٤٥.
(٢) البيتان في التكملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>