للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجاز له أبَوا بكر: عُمرُ بن أحمد ابن الفَصِيح وغالبُ بن عَطِيّة، وأبو الحَسَن شُرَيح، وأبو عبد الله أحمدُ الخَوْلانيّ، وأبو محمد بن عَتّاب، وكانت عَودتُه إلى بَلَنْسِيَةَ من رحلتِه إلى قُرطُبة سنةَ ثمانٍ وخمس مئة.

رَوى عنه أبو الحَسَن بن هِشام اللُّورْقيُّ، وأبو الخَطّاب بن واجِب، وآباءُ عبد الله: ابن عبد الحقّ التِّلِمْسينيُّ وابن مَشَلْيُون وابن يَعيشَ، وأبو عُمرَ بن عاتٍ، وأبو القاسم ابنُ البَرّاق.

وكان من أهل الإتقان في تجويد القرآن، تصَدَّرَ لذلك بأخَرةٍ، وهُو كان الغالبَ عليه، معَ تمام العناية بشأنِ الرِّواية وحِفظ المسائل والإشرافِ على الخلاف والاعتناءِ بالآثار والبصَرِ بالآداب والأخبار. عُني بلقاءِ الشّيوخ والأخْذِ عنهم كثيرًا، إلى النَّزاهة والتواضُع معَ الَنَّباهة في بلدِه والوَجَاهة؛ وكان أبو الحَسَن بنُ هُذَيْل يُثني عليه ويصِفُه بالانقباضِ عن خِدمة السُّلطان، على كثرةِ مالِه وسَعة حالِه، وامتُحِن بالسَّجن سنةَ ثلاث وثلاثين، وكتَبَ هنالك "شَرْحَ مقدِّمة ابن بابْ شَاذ" وكَتَبَ لهُ "المقدمة" به. وكان آخِرَ من أسنَدَ القراءاتِ عن ابن النَّخّاس تلاوةً.

مولدُ ببَلَنْسِيَةَ يومَ الأربعاء يومَ عاشُوراءِ أربعٍ وثمانينَ وأربع مئة، وتوفِّي يومَ الاثنين إمّا لثلاثَ عشْرةَ بقيت أو لاثنتَيْ عشْرةَ بقِيت أو ستٍّ بقِينَ من شعبانِ ثلاثٍ وستينَ وخمسِ مئة، وصَلّى عليه أبو الحَسَن ابنُ النِّعمة، ودُفن غُدوةَ يوم الثلاثاء، وكانت جَنازتُه مشهودة.

٣٧ - محمدُ بن أحمدَ بن عُمَيْثِل الأنصاريُّ، أبو عبد الله.

رَوى عن أبي عليّ الصدَفي (١)، ورَحَلَ إلى المشرِق قديمًا، وحَجَّ قبلَ أخْذِه عن الصَّدَفي، ثم رَحَلَ رحلةً أخرى سنةَ سبع وعشرينَ وخمس مئة، وأخَذ عن أبي الطاهر السِّلَفيّ، وكان حيًّا سنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمس مئة.


(١) لم يذكره ابن الأبار في المعجم الذي ألفه في أصحاب الصدفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>