للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّيخ الحاجِّ الراوِية أبي عبد الله الأنْدَرْشيّ، أنشَدَني الحافظُ الإمامُ أبو القاسم عليُّ بن الحَسَن، قدَّسه الله، ابنُ عساكرَ لنفسِه [الكامل]:

واظِبْ على جَمْعِ الحديثِ وكَتْبِهِ ... واجهَدْ على تصحيحِهِ في كُتْبِهِ

واسمَعْه من أربابِهِ نقلًا كما ... سَمِعوهُ من أشياخِه تسعَدْ بهِ (١)

واعرِفْ ثقاتِ روايةِ من غيرِهمْ ... كيما تمَيِّزُ صِدْقَهُ من كِذْبِهِ

فهو المفسِّرُ للكتابِ وإنّما ... نَطَقَ النبيُّ لنا به عن ربِّه

فتفَهَّمِ الأخبارَ تعرِفْ حِلَّهُ ... من حُرْمِهِ مَعَ فَرْضِهِ من نَدْبِهِ

وهُو المُبيَّنُ للعبادِ بشَرْحِهِ ... سيَرَ (٢) النبيِّ المصطفى مَعَ صَحْبِهِ

وتتبَّعِ العالي الصّحيحَ فإنهُ ... قُرْبٌ إلى الرّحمن تَحْظَ بقُرْبِهِ

وتجنّبِ التصحيفَ فيه فربّما ... أدَّى إلى تحريفهِ بل قَلْبِهِ

واترُكْ مقالةَ مَن لَحاكَ بجهلِهِ (٣) ... عن كَتْبِهِ أو بِدعةٍ في قلبِهِ

فكفى المحدِّثَ رفعةً أنْ يُرتضَى ... ويُعَدَّ من أهلِ الحديثِ وحِزبِهِ (٤)

مرِضَ في طريقِه إلى مالَقةَ، وخرَجَ منها مريضًا إثْرَ صلاةِ الجُمُعة لثلاثٍ بقِينَ من ربيعٍ الأوّل، وتوفِّي على ظهرِ البحرِ متوجِّهًا إلى بلدِه المَرِية يومَ السّبت لليلتَيْنِ بقِيَتَا من ربيع الأوّل المذكورِ عامَ أحد وعشرينَ وست مئة، فأنزَلَه ابنُه بالمُنكَّب ميِّتًا وحَمَلَه إلى المَرِيّة فدَفَنَه بها حِذاءَ أبيه بمقبُرة باب بَجَّانةَ من ظاهرِ


(١) في هامش ب: "تُرحم به".
(٢) في هامش ب: "سنن".
(٣) في هامش ب: "لجهله".
(٤) أثبت المعلق بهامش ب هنا سندًا طويلًا له في رواية هذه الأبيات: أوله "أنشدنيها بالمسجد الأقصى عمره الله بذكره، من الأرض المقدسة أبو عثمان بن زيدون، قال: أنشدني أبو العباس ابن فرح ... " إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>