للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبصَّرْ خليليْ الرَّبعَ شُيِّعتَ دائمًا ... بقلبٍ من الوَجْد الذي حَلّ بي خالِ

ألم تَرَني أُرعي الهوى من جَوانحي ... رياضًا كهَمِّ المرءِ ذي النَّعَم الخالِ

أذُوقُ أمرَّيْهِ بغيرِ تكرُّهٍ ... مَذاقةَ مَوْفورٍ على جَرْعهِ خالِ

وأسكُنُ منه كلَّ وادٍ مَضَلَّةٍ ... وآلَفُ رَبْعًا ليس من مَأْلَفِ الخالِ

وكم أنتَضي فيه سيوفَ عزائمٍ ... وأَنْضو ثيابَ البُدْنِ عن جَمَلٍ خالِ

وكم من هُدًى نَكَّبْتُ عنه إلى هوًى ... وحقٍّ يَقينٍ حِدْتُ عنهُ إلى خالِ

ومهما تُذَلِّلْني لليلى صَبابةٌ ... فغيرُ مُعرَّى القَدْر من مَلبَسِ الخالِ

تَطامَنَ طَوْدي للهوى يَستقيلُهُ ... وألحَقَ أطوادَ الأعَزّين بالخالِ

أضَنُّ بعهدي ضَنَّ غيري برُوحِهِ ... وأبذُلُ رُوحي بَذْلَ ذي الكرَم الخالِ

وإنْ أخْلُ من شيءٍ فلا من صَبابةٍ ... خَلَتْ شِرَّتي كالغيثِ بُلَّ به الخالِ

وإنْ تَخْلُ ليلى من تذكُّرِ عهدِنا ... فكم أيقَنَ الواشُونَ أنّي بها خالِ

وإنْ يَزعُموا أنّي تخلَّيْتُ بعدَها ... فما أنا عنها بالخَليِّ ولا الخالِ

وكذلك ما ذَيَّل به أبو محمد بنُ السِّيْد، ولْنُورِدْ كلامَه في ذلك، قال: والخالُ لفظةٌ مشتركة تتَصرَّفُ على معانٍ كثيرة، ووجَدتُ ثَعْلبًا والمُفضَّلَ وابن مِقْسَم قد أنشَدوا ثلاثةَ عشَرَ بيتًا، آخِرُ كلِّ بيتٍ منها خالٌ بغير معنى الآخَر، ورأيتُ قائلَها قد أغفَلَ ألفاظًا أُخَرَ كان ينبغي أن تُضَمَّ إليها، فزِدتُ فيها أبياتًا ضمَّنتُها ما لم يَذكُرْه الشاعر، فبَلَغَت اثنَيْنِ وعشرينَ بيتًا، وفي الرواياتِ اختلافٌ ذكَرْتُ منها ما وَقَعَ عليه الاستحسانُ ورأيت إثباتَها في هذا الموضع زيادةً في الفائدة، وهي (١) [الطويل]:


(١) مراتب النحويين: ٣٣ واللسان (خيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>