للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم قاد خاطرَ خاطرٍ مُستوفِزٍ ... وكمِ استَفزَّ جَمالُه من مُبصِرِ

لو لاح لي فيما تظاهَرَ لم أقُلْ: ... عرِّجْ بمُنعَرَج الكثيبِ الأعفرِ

قال شيخُنا أبو الحَسَن: وأنشَدني بلفظِه لنفسِه [الكامل]:

وعَشِيّةٍ كانتْ قنيصةَ فتيةٍ ... ألِفوا من الأدبِ الصّريحِ شيوخا

فكأنها العَنْقاءُ قد نَصَبوا لها ... منَ الانْحناءِ إلى الوقوع فُخُوخا

شَمَلتْهمُ آدابُهمْ فتجاذَبوا ... سِرَّ السُّرورِ محُدِّثًا ومُصِيخا

والوُرْقُ تقرأُ سُورةَ الطَّربِ التي ... يُنسيكَ منها ناسخٌ مَنْسوخا

والنهرُ قد طَمَحتْ به نارنْجةٌ ... فتيمَّمَتْ مَن كان فيه مُنِيخا

فتخالهُمْ خَلَلَ السماءِ كَواكبًا ... قد قارَنت بسُعودِها المِرِّيخا

خَرَقَ العوائدَ في السرورِ نهارُهُمْ ... فجَعلْتُ أبياتي لهُ تاريخا

وقولُه [الكامل]:

لا تُنْكِرُوا في المرءِ حُبَّ رياسةٍ ... حبُّ الرياسةِ في طِباع العالمِ

كلٌّ أبوهُ آدمٌ وطِلابُهُ ... إرثُ الخلافةِ في أبيه آدمِ

وقولُه في التحريضِ على التعلُّم [مجزوء الوافر]:

تعلَّمْ إنْ تشأْ عِزًّا ... فكلُّ جَهالةٍ ذِلَّهْ

فكم باكٍ على وِزْرٍ ... بعَيْنٍ منهُ منهلَّهْ

ورُبَّتَما يزِلُّ إذا ... أراد إزالةَ الزلَّه

وهل تشفَى بلا عِلم ... نفوسٌ هُنَّ معتَلَّهْ

طبيبُ المرءِ عِلّتُهُ ... إذا لم يعرفِ العلَّهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>