للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولُه في ذمِّ الجهل [الطويل]:

عَجِبتُ لمَن يَرجو مَتَابًا لجاهلٍ ... وما عندَهُ أنّ الذنوبَ ذنوبُ

إذاكان ذنبُ المرءِ للمرءِ شِيمةً ... ولم يَرَهُ ذَنْبًا فكيف يتُوبُ؟!

وقولُه في حُسنِ الظّنّ بالله عزَّ وجَلّ، حقَّق اللهُ رجاءه [الخفيف]:

إنَّ ظَنِّي بمَن عصَيْتُ جميلٌ ... أتراهُ معذِّبي؟ ما أظُنُّ

ما أَراهُ إلّا يَجودُ بعَفْوٍ ... إنَّ قلبي بعفوِهِ مُمطئنُّ

حاشَ لله أنْ يخيِّبَ ظنِّي ... إنهُ لا يَخِيبُ في الله ظنُّ

وقولُه يَتندَّمُ لذنوبِه ويَذكُرُ بعضَ الواعِظينَ ويَستدعي منه الدُّعاء [الكامل]:

اذكُرْ ذُنوبَكَ أيُّهذا الناسي ... واستَغْفِرَنَّ اللهَ ربَّ الناسِ

واقرَعْ على ما فاتَ سنَّكَ نادمًا ... واكرَعْ من العَبَراتِ في أكواسِ

وانفُضْ عن الدُّنيا يدَيْكَ ولا تكُنْ ... تُعنَى بهذي الأَرْبُعِ الأدراسِ

واكحَلْ جفونَكَ بالسُّهادِ فإنّما ... يُرضي حبيبَك غايةُ الإيناسِ

أتنامُ عمَّن ليس يمنَعُ وصلَهُ؟! ... أَخطأتَ أَنْ خالفتَ كلَّ قياسِ

مَن بات مُلتَذًّا بقُرب حبيبِهِ ... لم تتّصِلْ أجفانُهُ بنُعاسِ

لو أنّ وَجْدَكَ لا يُفَتَّرُ لم تكنْ ... تنسَى حبيبًا لم تجِدْه بناسِ

إلّا وجَدْتَ الوجدَ فيه لذّةً ... إلّا رأيتَ السُّقمَ خيرَ لباسِ

انظُرْ لنفسِكَ قبلَ وقتِ رحيلِها ... واذكُرْ بقَبْرِك قلَّةَ الإيناسِ

يا ذا الذي أهدى لنا تُحَفَ الهُدى ... وأعاد ذكْرَ الدِّين بعدَ تَناسِ

حيَّتْكَ نَفْسٌ صَبَّةٌ بتحيّةٍ ... وَرَدَتْ عليكَ نفيسةَ الأنفاسِ

تَرجو بيُمنِكَ دعوةً من مؤمنٍ ... بُنِيتْ من التوفيقِ فوقَ أَساسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>