للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن خاطرٍ صعبِ القيادِ مُخاطرٍ ... من كثرةِ الأوزارِ في وَسْواسِ

وقريحةٍ بالسيّئاتِ قريحةٍ ... خَمَدَت وكانت في ذكاءِ إياسِ

هزَّت مواعظُكَ القلوبَ تشوُّقًا ... حتّى أَلانتْ كلَّ قلبٍ قاسِ

فلْتَشْفِها بعدَ الضّلالةِ بالهُدى ... أنت الطّبيبُ لها وأنت الآسي

وقال رجُل: الحمدُ لله على كلِّ حال، فقيل له: هذا موزونٌ فأجِزْه، فقال مُلتزِمًا ما لا يَلزَم [السريع]:

الحمدُ لله على كلِّ حالْ ... بحالِ حِلٍّ وبحالِ ارتحالْ

بَدَأَنا عن قُدرةٍ أوّلًا ... ثم يعيدُ البَدْءَ بعدَ استحالْ

أرواحُنا دَيْنٌ لآجالِنا ... ومَلَكُ الموتِ عليها مُحالْ

يقتادُنا الموتُ وأعمارُنا ... كأنّها العِيسُ ونحن الرِّحالْ

يا تارِكًا أوزارَه بعدهُ ... باقيةً لم تَستحِلْ واستحالْ

إنّا إلى الله وإنّا لهُ ... نُعامِلُ اللهَ بهذا المُحالْ

هل ينفَعُ النفْسَ على ضَعْفِها ... محِالُها عند شديدِ المِحالْ؟!

لا تَنتحلْ غيرَ التُّقى خُطّةً ... فإنَّ تقوى الله خيرُ انتحالْ

واستغفرِ اللهَ على ما مضَى ... وجدِّد التوبةَ في كلِّ حالْ

واذكُرْ إذا حُلتَ فكم نادمٍ ... لم يُغْنِهِ من نَدَمٍ حين حالْ

قَرَّتْ عيونٌ شاهداتٌ لها ... بنُورِ من تشهَدُ فيه اكتحالْ

وقولُه [الطويل]:

ألا بَشِّروا بالصُّبح منِّيَ باكيًا ... أَضرَّ معَ اللّيلِ الطّويل به البُكا

ففي الصُّبح للصّبِّ المتيَّمِ راحةٌ ... إذا اللّيلُ أَجرى دمعَهُ وإذا شكا

ولا عَجَبٌ أن يُمسِكَ الصُّبحُ عَبْرتي ... فلم يزَلِ الكافورُ للدمِ مُمسِكا

<<  <  ج: ص:  >  >>