للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بكر بنُ محمد بن جَهْوَر: رأيتُ لإبن مَرْج كُحْلٍ مَرْجًا أحمرَ قد أجهَدَ نفْسَه في خدمتِه فلم يُنجِبْ، فقلتُ له [البسيط]:

يامَرْجَ كُحْلٍ ومَن هذي المُروجُ لهُ ... ما كان أحوَجَ هذا المَرْج للكُحُلِ

ما حُمرةُ الأرضِ من طيبٍ ومن كرَمٍ ... فلا تكُنْ طَمِعًا في رزقِها العَجلِ

فإنّ من شأنِها إخلافَ آملِها ... فما تُفارقُها كيفيّةُ الخَجَلِ

فقال أبو عبد الله بنُ مَرْج كُحْل [البسيط]:

يا قائلًا إذ رأى مَرْجي وحُمرتَهُ: ... ما كان أحوَجَ هذا المَرْجُ للكُحُلِ

هُو احمرارُ دماءِ الرُّومِ سيَّلَها ... بالبِيض مَنْ مَرَّ مِنْ آبائيَ الأُوَلِ

أحببتُهُ أنْ حَكَى مَنْ قد فُتِنْتُ بهِ ... في حُمرةِ الخدِّ أو إخلافِهِ أملي

قال شيخُنا أبو الحَسَن، وقرأتُه عليه ونقَلتُه من خطِّه: عرَّفتُه يومًا بحاجةٍ قُضِيَتْ له كان لها من نفسِه مكان، فأنشَدَني مُرتجِلًا [الوافر]:

أبا حَسَنٍ أعندَكَ أنّ عَيْني ... إذا ما أبصرَتْكَ تَقرُّ عَيْني

مكانُكَ في المودّةِ من فؤادي ... مكانُكَ في السَّراوةِ من رُعَيْنِ

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: أرى أنّ في تصريع البيتِ الأوّل إيطاءً فتأمَّلْه.

وكتَبَ إلى أبي عَمْرٍو محمد بن عبد الله بن غِيَاث [الوافر]:

أبا عَمْرٍو ولي نَفَسٌ ونَفْسٌ ... تَهادَى ذا إليكَ وذي تَجيشُ

وجأشٌ كلّما لاقَى بصبرٍ ... جيوشَ هوًى أمدَّتْها جيوشُ

وقلبٌ ضَلَّ عنّي لستُ أدري ... أمَثْواهُ الجزيرةُ أم شَرِيشُ

سوى أنّي يَطِيرُ إليك رُوحي ... بأجنحةِ الهوى والشّوقُ رِيشُ

كأنّما لم نَنَلْ بالجَزْعِ أُنْسًا ... تَلُوذُ به حَوالَيْنا الوحوشُ

<<  <  ج: ص:  >  >>