للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عنه أبو بحرٍ صَفْوانُ بن إدريسَ، وأبَوا بكر: ابن عَتِيق اللّارِديّ وابن قَنْتَرال، وآباءُ جعفر: الجَيّارُ والذّهبيُّ وابن عَمِيرةَ الشَّهيد، وأبَوا الحَسَن: ابن حَزْمُون وابن عُبَيد الله الزوق، وأبو الحُسَين عُبَيدُ الله بن عاصم الدائريّ، وأبو الرَّبيع بن سالم، وأبو زكريّا بن زكريّا الجُعَيْديّ، وأبو سُليمان ابنُ حَوْطِ الله، وآباءُ عبد الله: الأَنْدَرْشِيّ وابنا الحَسَنَيْن: ابن مُجبر التُّجِيبي وابن إبراهيمَ الوَشْقيّ وابنْ صَلْتان وابن عبد الحقّ التِّلِمْسيني وابن يَرْبُوع، وأبو العبّاس العَزَفيّ، وأبو عثمانَ سَعْدٌ الحَفّار، وأبو عليّ عُمرُ بن صمع، وأبو عِمران ابن السّخان، وآباءُ القاسم: الطيِّبُ بن هِرَقْل وعبدُ الرحيم بن إبراهيم ابن الفَرَس والمَلّاحي، وأبو محمد بن محمد بن خَلَف بن اليُسْر، وأبو الوليد ابنُ الحاجّ.

وكان صَدْرًا في مُتقِني تجويد القرآن العظيم، مبرِّزًا في النَّحو، إمامًا معتمَدًا عليه في الفنَّيْن، بارعَ الأدب وافرَ الحظِّ من البلاغة والتصرُّف البديع في الكتابة، رديءَ الخَطّ، طيِّبَ الإمتاع بما يوردُه ويَحكيه، ذا حظٍّ صالح من رواية الحديث والفقه وأُصولِه، كريمَ الأخلاق حَسَنَ السَّمْت، [٥٧ ب] متواضِعًا كثيرَ البِشْر، وَقُورًا، ديِّنًا وَرِعًا، وَصَفَه بذلك غيرُ واحد ممّن أخَذَ عنه؛ قال أبو بكر بن عَتِيق اللّارِديّ: أدْناني عندَ قراءتي عليه فِهرِستَه حتى كانت رُكبتي على رُكبتِه. وصَحِبَ صديقَه أبا القاسم بنَ حُبَيش في وِجهتِهما إلى مَرّاكُش، فكان بحُسْنِ خُلُقَه، يتولَّى بنفسه خدمةَ أبي القاسم طُولَ سفرِهما حتى يراه مَن لا يَعرِفُ قَدْرَه، فَيظُنُّه تلميذًا لأبي القاسم.

وقال أبو سُليمان بن حَوْطِ الله: هو ممّن اعتمَدتُ عليه في طريق القراءات والنَّحو؛ لتقَدُّمِه في ذلك وجَوْدة معرفتِه. وَلِي قضاءَ بَلَنْسِيَةَ أعوامًا فحُمدت سيرتُه وشُكرت طريقتُه، وكان عَدْلًا في أحكامِه جَزْلًا في رأيِه صَلِيبًا في الحقّ. وقال غيرُه: كانت ولايتُه قضاءها لعَشْرٍ خَلَوْنَ من جُمادى الآخِرة سنةَ إحدى وثمانين، فتمادى عليه أعوامًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>