للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علماء الأندلس لابن الفرضي وصلةَ ابن بَشْكُوال وصلة الصلة لابن الزُّبير والتكملة لابن الأبّار وطبقات الأمم لصاعد الأندلسي، وهذا أمرٌ طبيعي لدى مؤلِّف يريدُ أن يَستدرِكَ ما فات هؤلاءِ المؤلِّفين، ويتعقُّبَ ما أوردوه بالزيادة أو النَّقدِ أو التصحيح. وزيادةً في الاطمئنان نجدُه حين يطَّلع على هذه المصادرِ يَحرصُ على أنْ يكونَ لديه من الكتاب الواحد غيرُ ما نسخة واحدة، بخطوطٍ مختلفة، فهو يقولُ -مثلًا- حين يتحدَّث عن سليمانَ بنِ عبد الملك بن رَوْبيل: "وقع ذكرُه في بعض نُسَخ الصلة مُقتضَبًا" (١)، ويقولُ في موضع آخرَ في ترجمةِ ابن الزهري: "وقد وقفتُ على نُسخة بخطِّه من الصلة تأليفَ الراوية أبي القاسم ابن بَشْكُوال، وعلى أول جزء منها بخطِّ أبي القاسم ابن بَشْكُوال ما نصُّه ... " (٢) إلخ، ولديه كذلك من المصادرِ غير الأندلسية عددٌ وفير مثل: رياض النفوس للمالكي، والمُنتظم لابن الجوزي، والإكمال لابن ماكُولا، والمستدرك عليه لابن نُقْطة، وتاريخ أهل مصر والمغرب لأبي سعيد بن يونس، وغرائب حديث مالك، والرواة عن مالك للدارَقُطْني، وغير ذلك، وهو دائبُ الاطِّلاع لا يكفُّ عن القراءة والتقييد واقتناءِ الكُتب، فقد اطَّلع على كثير من الكتب التي نسَخَها سالمُ بن صالح المشهور بابن سالمٍ بخطِّه (٣)، ولمّا زار الجزيرةَ الخضراء أُتيح له أن يرى مكتبةَ صاحبه أبي عمرٍ وعياشِ بن الطفيل، قال: "وقد وقفتُ ... على جُمْلة وافرة من كتب سَلَفِه ممّا تملَّكوه أو كتبوه أو ألَّفه مؤلِّفوه" (٤).

وأمَّا مِن حيثُ ما تلقَّاه عن مشايخه: فأكثرُ روايته عن شيخه الأكبر أبي الحسن الرُّعيني، ثم عن سائر شيوخه، مثل: أبي جعفر الطَّنجالي وأبي الحجَّاج بن حكم وأبي علي بن الناظر وأبي الوليد بن عُفير، وعن صاحبه الرحَّالة ابنِ رُشيد.


(١) الترجمة (١٨٢) من السفر الرابع.
(٢) الترجمة (٣٣٧) من السفر الرابع.
(٣) الترجمة (٥) من السفر الرابع.
(٤) الترجمة (٢٩٥) من السفر الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>