للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعارةِ شعر، مؤتلِفٌ بين رَقِّها ومدادِها، ومجتمِعٌ في بياضِها وسوادِها، الليلُ إذا عَسْعَس، والصّبحُ إذا تنفَّس، خِتامُها ياقوتٌ نُظِم بسِلك، ورُقعتُها كافورٌ نُمنِم بمِسْك، خواطبُها العيونُ، وأزواجُها النفوس، ولا عِطرَ بعدَ عَرُوس، تحسَبُ خطَّها تَيَّمهُ لفظُها فشكا، وتخالُ القلمَ رَقَّ لِما به فبَكى، فأنشِدْها (١) أخاك الشُّهَيْديَّ مُكلّفَه على العَروض والقافية مُعارضتَها (٢) [٨٤ أ] ومحُمِّلَه على اللِّين والشّدة مُقارضتَها، فستوقدُ بقلبه قَبَسًا، وتضرِبُ في أُذُنِه جَرَسًا، يتبيَّن بهما حظَّه، ويتعرَّف لغيرِه فضلَه، إن شاء اللهَ، والسّلامُ عليك يا عُدّتي ورحمةُ الله:

أَقصَرَ عن لوميَ اللائمُ ... لمّا درى أنّني هائمُ

ما زلتُ في حبِّه مُنصِفًا ... مَنْ لم يزَلْ وهْو لي ظالمُ

مُهفهَفٌ ماسَ في بُردِهِ ... غضٌّ ثَنَتْهُ الصّبا ناعمُ

شمسٌ ولكنّما فَرْعُهُ ... ليلٌ على صُبحِها فاحمُ

أسهَرُ ليلي غرامًا بهِ ... وهْو أخو سَلْوةٍ نائمُ (٣)

إنّ ابنَ ذكوانَ ذو راحةٍ ... ديمتُها صوْبُها دائمُ

لم يأتلِقْ بَرْقُها خُلَّبًا ... ولا اتّقى خُلْفَها الشائمُ

ومن أبوهُ أبو حاتمٍ ... قصَّر عن جُودِهِ حاتمُ

يبني (٤) العُلَى بالنَّدى جاهدًا ... وغيرُه للعُلى هادمُ

محكَّكٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ ... محنَّكٌ عازمٌ حازمُ

تُبصِرُهُ دهرَهُ قاعدًا ... وهْو بأعبائهِ قائمُ


(١) في الأصل: "فأنشدنا".
(٢) لا توجد معارضة لهذه القصيدة في ديوان ابن شهيد الذي جمعه يعقوب زكي.
(٣) في ب م: "النائم"، وما هنا هو الذي في الذخيرة.
(٤) في ب م: "يا بن"، خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>