للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه في ذم المتعلِّقينَ بالعلوم القديمة [الطويل]:

ألا قبَّحَ الرّحمنُ شرَّ عصابةٍ ... تَدينُ بأقوالِ الغُواةِ وتَقتدي

تصَدِّقُ ما قال ابنُ سيْناءَ ضِلّةً ... وتُكْذِبُ قولَ الهاشميِّ محمدِ

أقاويلُ إفْكٍ ما لها من حقيقةٍ ... تُفيدُ سوى الكفرِ الصَّريحِ المجرَّدِ

ألا غَضْبةٌ لله في نَصْرِ دينهِ ... تقُدُّ طُلاهمْ بالحسامِ المهنَّدِ؟!

ومنه في المعنى [المتقارب]:

عَذيري، عَذيريَ من فُرْقةٍ ... غَدَتْ للشّريعةِ أعدى العِدى

تَدينُ بما قالهُ فاسقٌ ... تزَنْدقَ في قولِه واعتدى

تُصدّقُ قولَ ابنِ سيْنائها ... وتُكْذِبُ قولَ نبيِّ الهدى

متى يأذَنُ اللهُ في حَسْمِها ... بضَرْبِ الحُسام وحزِّ المُدى؟!

ومنه [الطويل]:

إذا أنت لم تقرَأْ لتعلَمَ سُنَّةً ... فتأتيَ معروفًا وتُقلعَ عن نُكْرِ

وإلّا ففيمَ الجَهْدُ والكَدُّ والعَنَا ... وقَطْعُ الليالي بالدراسةِ والذِّكرِ؟!

تجُرُّ ذيولًا حذَّرَ الشَّرعُ جَرَّها ... وها أنت من نصِّ الحديثِ على ذكْرِ

وتأنفُ كِبْرًا إن وُعِظْتَ ديانةً ... وإنّك ذو علم بما جاء في الكِبْرِ

إذا كنتَ تدري ثم تأتي مجُاهرًا ... خلافَ الذي تدري فليتَكَ لم تَدْرِ

ومنه [البسيط]:

شاوِرْ أخا الحَزْم إنْ نابَتْكَ مُعْضِلَةٌ ... فالرأيُ للرأي مَنْجاةٌ من الغَرَرِ

لا تصدَعَنَّ برأيٍ منكَ منفردًا ... حتى تُشاورَ أهلَ الحِلم والنَّظَرِ

فالكفُّ لا تَفلُقُ الهاماتِ وَطْأتُها ... أو تستعينَ بحدِّ الصارم الذَّكَرِ

كذلك القوسُ لا تُعطيكَ قوَّتَها ... حتى يكونَ لها عونٌ من الوَتَرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>