للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَرْقًا وغَرْبًا، وفيهم مَن هُو أسَنّ منه، وممّن روى عنه: أحمدُ بن يحيى ابن الشَّيخ وعبدُ الرحمن بن محمد بن زَيْن، وغيرُهم.

وكان آخِرَ رجالِ الأندَلُس بَراعةً وإتقانًا، وتوسُّعًا في المعارف وافتنانًا، محدِّثًا مُكثِرًا، ضابِطًا عَدْلًا ثقةً، ناقدًا يَقِظًا، ذاكرًا للتواريخ على تبايُن أغراضِها، مستبحِرًا في علوم اللِّسان: نَحْوًا ولُغةً وأدبًا، كاتبًا بليغًا، شاعرًا مُفْلِقًا مُجِيدًا.

عُنيَ بالتأليف وبَخَتَ فيه، وأُعِين عليه بوفور مادّتِه وحُسن التهَدِّي إلى سُلوكِ جادّتِه، فصنَّفَ فيما كان يَنتحلُه مصنَّفاتٍ برَّزَ في إجادتِها، وأعجَزَ عن الوفاءِ بشُكرِ إفادتِها، منها: "المَوْرِدُ السَّلْسَل في حديث الرحمة المُسَلسَل"، و"المأخَذُ الصّالح في حديث مُعاويةَ بن صالح"، و"الأربعونَ حديثًا عن أربعينَ شيخاً، من أربعينَ مصنَّفًا، لأربعينَ عالمًا، من أربعينَ طريقًا، إلى أربعينَ تابِعًا، عن أربعينَ صاحبًا، بأربعينَ اسمًا، من أربعينَ قَبِيلاً، في أربعينَ بابًا" أبدَى به اقتدارَه معَ ضِيق مجالِه عمّا عَجَزَ عنه المَلّاحيُّ من ذلك على ما نبيِّنُه عليه في رَسْمِه إن شاء الله؛ و"الاستدراك على أبي محمدٍ ابن القُرْطُبيِّ ما أغفَلَه من طُرُقِ رواياتِ الموطَّإ"، و"مختصرُ أحكام ابن أبي زَمَنِين في الفقه"، و"قَصدُ السَّبيل ووِرْدُ السَّلسَبِيل، في المواعظِ والزّهد" أربعةُ مجلَّدات، و"التكمِلة لكتابِ الصِّلة" في مجلَّدَيْنِ ضَخْمَيْن، و"الإيماء إلى المُنجِبينَ من العلماء"، و"الشّفاء في تمييزِ الثِّقاتِ من الضُّعفاء"، و"هِدايةُ المعتسِف في المؤتلِف والمختلف"، وهذه الكتُبُ الثلاثة مقصورةٌ على أهل الأندَلُس، و"معجَمُ أصحاب أبي عُمرَ بن عبد البَرّ" و"معجَم أصحابِ أبي عَمْرٍو المقرئ" و"معجَم أصحابِ أَبي عليٍّ الغَسّاني" و"معجَمُ أصحابِ أبي داودَ الِهشَاميّ" و"معجَمُ أصحاب أبي عليٍّ الصَّدَفيّ" و"معجَمُ أصحابِ أبي بكرٍ ابن العَرَبي" و"معجَم شُيوخ أَبي الحُسَين أحمدَ بن محمد ابن السَّرّاج"، و"معجَم شُيوخِه" و"بَرنامَجُ رواياتِه "، و"إعتابُ الكُتّاب"، و"إعصارُ الهبوب في ذكْرِ الوَطَنِ المحبوب"، و"الوَشْيُ القَيْسي في اختصارِ الفَتْح القُسِّي"، و"قِطَعُ الرِّياض في بِدَع الأغراض" مجلّدانِ ضَخْمان، و"الانتداب للتنبيهِ على زَهْرِ الآداب"، و"الحُلّة

<<  <  ج: ص:  >  >>