للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السِّيَراء في شُعراءِ الأُمراء"، و"خَضْراءُ السُّندس في شُعراءِ الأندَلُس" من أوّل فَتْحِها إلى آخرِ عُمُرِه، و"الماضُ البَرْق في شُعراءِ الشَّرق"، و"تُحفةُ القادم" عارَضَ به "زادَ المُسافر" لأبي بحرٍ صَفْوانَ بن إدريسَ، و"دُرَرُ السِّمط في خبَرِ السّبْط" على طريقة أبي الفَرَج ابن الجَوْزيّ، و"مَعدِنُ اللُّجَيْن في مَرَاثي الحُسَين"، و"إحضارُ المُرهِج في مِضمارِ المُبهِج" على نحوِ كتابِ أبي منصورٍ الثّعالبيّ، و"مظاهرةُ المَسْعَى الجميل ومحاضَرةُ المرعَى الوَبيل في مُعارَضةِ مَلْقَى السَّبيل" على حروفِ المعجَم بنَظْم ما يُنثَر بعدَ نَثْر ما يُنظَم، و"فُضالةُ العُبَاب ونُفَاضةُ العُيَاب" في نحوِ أُرجوزةِ ابن سِيدَه ومَن نَحَا مَنْحاه في ما اسمك على حروفِ المعجَم، و"ديوانُ شعرِه" على الحروف، ومجموعُ رسائلِه، إلى غير ذلك، وهي تُنِيفُ على خمسينَ مصنَّفًا (١). وكان قد شَرَعَ في شَرْح "البخاريِّ" فعاقَه عن إتمامِه ما حُمَّ من محتوم حِمامِه، وكان شديدَ الرغبة في إفادةِ العلم.

ودارَتْ بينَه وبينَ أُدباءِ عَصْرِه مُكاتَبات: مُفاتَحاتٌ ومجُاوَبات، ظَهَرَ فيها شفوفُه وتبريزُه، ولا سيّما في النَّظم، فانهُ بَهْرَجَ فيه شَبَهَهم إبريزُه.

وممّا استفاضَ ذكْر استحسانِه من شعرِه قصيدةٌ استَصْرخَ بها الأميرَ الأجَلّ أبا زكريّا أميرَ إفريقيّةَ لنَصْر الأندَلُس، وقَدِمَ عليه بها حين توَجَّه إليه رسُولًا عن أمير شرقِ الأندَلُس حينئذٍ أبي جَميل زَيَّانَ بن أبي الحَمَلات مُدافِعِ بن أبي الحَجّاج بن مَرْدنيش، وهي هذه (٢) [البسيط]:

أَدْرِكْ بخيلِك خَيْلِ الله أندَلُسا ... إنَّ السّبيلَ إلى مَنْجاتِها دَرَسا

وهَبْ لها من عزيزِ النَّصرِ ما التمسَتْ ... فلم يزَلْ منكَ عزُّ النَّصرِ مُلْتَمَسا

وحاشِ -ممّا تُعانيه- حُشاشتَها ... فطالما ذاقتِ البَلْوى صباحَ مسا


(١) طبع من هذه المصنفات: التكملة، ومعجم أصحاب أبي علي الصدفي، وإعتاب الكتاب، والحلة السيراء، وتحفة القادم، ودر السمط، ومظاهرة المسعى الجميل، وديوان شعره.
(٢) انظر أزهار الرياض ٣/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>