للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطَّعنُ والضَّربُ منسوبانِ للعرَبِ ... بالسَّمْهَريّةِ والهِنْديّةِ القُضُبِ

والحربُ تَبعَثُ منها كلَّ معترَكٍ ... حَفائظًا تترُكُ الأعداءَ في حرَبِ

حازوا الوفاءَ إلى الإقدام وانتَسَبوا ... إلى خِلالِ المعالي كلَّ منتسبِ

تجشَّمَتْ جُشَم نَصْرَ المعدِّ لها ... أسنَى الجوائزِ من مالٍ ومن نَشَبِ

وجاءت الخُلَطُ المشكورُ مَقْدمُها ... كالأُسْدِ تبدو عليها سَوْرَةُ الغَضبِ

خَفُّوا إلى نَصْرِ حزبِ الله واحتَفَلوا ... في عسكرٍ صَخِبٍ أو جَحْفَلٍ لجِبِ

كتائب ضاقتِ الأرضُ الفضاءُ بها ... في ظلِّ أَلويةٍ منشورةِ العَذَبِ

فمن صَوارمَ مثلِ النارِ في صُعُدٍ ... ومن سَوابقَ مثلِ الماءِ في صَبَبِ

بحرٌ على البرِّ مرتَج غَواربُهُ ... من فوقِه قِطَعُ الرّاياتِ كالسُّحُبِ

شواهدٌ صَدَقتْ فيهمْ مَخايلُها ... بما لهمْ من صميم الدِّين والحسَبِ

تذكَّروا مِنَنَ المنصُورِ فاعتَرفوا ... لنَجْلِه بعدَ كرَّاتٍ من الحِقَبِ

والفضلُ يبدو على الأحرارِ رَونقُهُ ... وليس يَخفَى على الباقي من العَقِبِ

أمّا هلالٌ فقد أوفَى بذمّتِهِ ... وفاءَ راعٍ لحقِّ الدِّين والأدبِ

رأى الخلافةَ حلَّتْ غيرَ موضعِها ... فأدركَتْه عليها غَيْرةُ العربِ

وقال: لا سِلمَ حتى يستقادَ لها ... من ظُلْم مُستلبٍ أو جَوْرِ مغتصِبِ

وسَلَّمَ الأمرَ للأَوْلى (١) الأحقِّ بهِ ... بالرَّغم من أنْفِ أهلِ الغدرِ والكذبِ

وافتْ مُصرِّحةً بالوُدِّ بيعتُهُ ... طليعةً بجزيلِ النَّصر والغَلَبِ

جَمْعًا لفضلَيْنِ يلقى الحُسْنَيَيْن بهِ ... نَصرُ الكتائبِ في الهيجاءِ والكُتُبِ

صَبْرًا أبا النَّجم صبرًا إنّها قُحَمٌ (٢) ... تُجْلَى وتُمحى بفضلِ الله عن كثَبِ


(١) في ب م: "للأول".
(٢) في البيان: "ظلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>