للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحضَرَ بها مجالسَ ثلاثةً من مجالِس وَعْظ الإِمام أبي الفَرَج ابن الجَوْزيّ، وكانت آخرَ مجالِس وَعْظِه، وبعدَ خمسةَ عشَرَ يومًا من آخِر مجلسٍ منها توفِّي أبو الفَرَج، عفا اللهُ عنه، ليلةَ الجُمُعة الثانيةَ عشْرةَ من رَمَضانِ سبع وتسعينَ وخمس مئة، وقال: وسنُّه سبعٌ وتسعونَ سنةً على ما أخبَرَه به بعضُ تلامذتِه المختصِّينَ به العارفينَ بأخبارِه.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: أرى، واللهُ أعلم، أنه جَرَى عليه الوَهمُ في ذكْرِ تسعينَ في سنِّه، واراها ثمانين؛ لِما تقَرَّرَ من أنّ مَولدَه في حدودِ العَشْر وخمس مئة (١)، ولِما استقرَيْتُه من أوقاتِ سَماعِه على شيوخِه، وأحوالِه في أخْذِه عنهم، حسْبَما تضمَّنَه معجَمُه في ذكْرِهم، وأرى مَغْلَطَه في ذلك وقوعُ بصَره أوّلَ على تسعينَ المذكورةِ في وفاتِه، فهي مُجاورتُها على ما وقَفْتُ عليه في خطِّ ابن العَرَبيِّ كما ذَكَرَ، فوَهِمَ في ذلك حالَ النَّقل، واللهُ أعلم.

رجَعْنا إلى ذكْرِ الحاجِّ أبي بكرٍ ابن العَرَبيّ: ثم حضَرَ بعدَه مجلسَ ابنِه الملقَّب بمُحيي الدِّين، وكان أصغرَ وَلَدِه -قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وأرى اسمَه يوسف (٢) - وحضَرَ بها مجلسَ شِهابِ الدِّين أبي حَفص السُّهَرَوْرِدي؛ ولقِيَ بالمَوْصِل خطيبَه أبا القاسم عبدَ المُحسِن بن عبد الله بن أحمدَ بن محمد بن عبد القاهِر الطُّوسيَّ، وبمِصرَ أبا الحُسَين ابنَ الخَليليّ، وعندَه عايَنَ التوقيعَ الكريمَ النَّبَويَّ الذي أقطَعَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تمَيمًا الدَّارِيَّ وإخوتَه حَبْرونَ والمرطوم وبيتَ عينُون وبيتَ إبراهيم وما فيهِنّ، وكان بخطِّ عليِّ بن أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه وشَهادتِه وشهادةِ الخُلفاءِ الثلاثةِ قبلَه، وهم فيه على ترتيبِهم في الخلافة،


(١) جاء بهامش ب: "مولده سنة ثمان وقيل: سنة عشر، وأول سماعاته سنة ست عشرة".
(٢) بهامش ب: "اسمه يوسف دون شك، حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا، وتوفي رحمه الله شهيدًا ببغداد في وقيعة التتر سنة ست وخمسين وست مئة، ومولده ببغداد لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي قعدة سنة ثمانين وخمس مئة، رحمه الله". قلنا: تنظر ترجمته في تاريخ الإسلام ١٤/ ٨٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>