للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا سخِطتَ لسوءِ حالِك مرةً ... ورأيتَ نفْسَكَ قد غوَتْ فاستبصِرِ

وانظُرْ إلى مَنْ كان دونَك تذَّكِرْ ... لعظيم نعمتِه عليك وتَشكُرِ

ومن نثرِه: قولُه يُلغِزُ في مهثم: ما لفظٌ فَرْدٌ مدلولُ جميعِه لمداول نِصفِه ضدُّ ثاني شطرَيْه، لا يُفارقُه النُّون، ومصَحَّفُه يُبِينُه إن سُئل عنه المحزون، مفرَدٌ ومعنى الجُملة فيه مَسْبوك، ومقلوبٌ أوّلُ شطرَيْه عندَ مقلوب الثاني مفروك، وإذا تفَطَّنتَ لسِرِّه، وسَبَرْتَه حقَّ سَبْرِه، وجدتَ مُصَحَّفَه مشتقًّا من مقلوبِ شطرِه، إن قَبِلتَه مصَحَّفًا كان مُغْلَقًا، وصَلَحَ على ذاك وتلك مطلقًا، وإن حذَفْتَ منه حرفًا مهموسًا [١٣١ أ] دَلَّ على معنًى واحد مستقيمًا ومعكوسًا؟

وكان له حَظٌّ من أصُول الفقهِ وعِلم الكلام وغير ذلك، إلى جهةِ فهمٍ وحِسّ. توفِّي بتلمسينَ يومَ عاشُوراءِ سنةِ ستٍّ وثلاثينَ وست مئة.

٨٧٤ - محمدُ بن عُبَيد الله بن سَعِيد بن الحَسَن الحَضْرَميُّ، قُرطُبيٌّ سَكَنَ غَرناطة.

كان فقيهًا جليلًا، خيِّرًا فاضلًا.

٨٧٥ - محمدُ بن عُبَيد الله بن شُهَيْد، أبو بكر.

رَوى عن أبي بكرٍ ابن العَرَبي.

٨٧٦ - محمدُ (١) بن عُبَيد الله بن عبد الله بن يوسُفَ الأوْسيُّ، مالَقيٌّ، أبو عبد الله القُرطُبيُّ.

رَوى عن أَبيه أبي محمدٍ، وأبي عبد الله بن نُوح، أسنَدَ عنهما القراءات.

رَوى عنه ابنُه أبو إسحاقَ، وأبو عبد الله السُّهَيْليُّ المالكيُّ الضَّرير. وكان من جِلّة المُقرِئينَ لكتاب الله، القائمينَ على تجويدِه، أكتَبَهُ طويلًا برَبَض التَّبَّانِين، وشُهِرَ بالفَضْل والوَرَع والدِّين، وكان حافظًا لفروع الفقه.

وتوفِّي لتسع بقِينَ من ربيعٍ الأوّل عامَ سبعةَ عشَرَ وست مئة.


(١) ترجمه ابن خميس في أدباء مالقة (٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>