للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٢٨ - محمدُ بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن سَعِيد الحَضْرَميُّ، ابنُ الصَّفّار. رَوى عن أَبيه.

٩٢٩ - محمدُ بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عُفَيْر، أموَيٌّ لَبْليٌّ، أبو بكر.

وقد تقَدَّم الخِلافُ في نَسَبِه في رَسْم إسماعيلَ بن سَعْدِ السُّعود بن عُفَيْر. له رحلةٌ إلى المشرِق لقِيَ فيها أَبا الفَرَج ابنَ الجَوْزِيُّ وطبقتَه، وتلبَّس بالوَعْظ وسَلَكَ فيه طريقةَ شيخِه أبي الفَرَج، وعاد إلى المغرِب والأندَلُس، ودَخَلَ مَرّاكُشَ وأغمات وغيرَهما من بلاد العُدْوة، وعَقَدَ فيها مجالسَ الذِّكْر والوعظ، وكان مُستطرَفَ المَنازع فيما يأتي به منها, وله في الكُدْيةِ مآخِذُ غَريبة، أخبَرني التأريخيُّ أبو سَعِيدٍ عثمانُ بن [....] (١) المعروفُ بابن خَرْزوزة، قال: حضَرتُ بعضَ مجالسِه الوَعْظيّةِ بتِلِمْسين، وقد ذَكَرَ للحاضِرينَ أنه يريدُ التزوُّجَ أو التسَرِّي، والتمَسَ منهم كفايتَهم إياه النظرَ في ذلك، ثم أنشَدَ [السريع]:

وقلتَ يَا رب: حمَلْناكُمُ ... لمّا طغَى الماءُ على الجارِيهْ

عبدُك هذا قد طَغَى ماؤهُ ... فاحمِلْهُ يَا ربِّ على الجاريهْ

فتأثَّر له الحاضرونَ وياسَرُوهُ في مطلبِه. وذَكَرَ لي غيرُ واحد أنه تكلَّمَ على أهل أغمات في مجالس، فلم يصِلْ إليه منهم إحسانٌ، فأدرَجَ في بعض مجالسِه تنبيهًا لهم وعَتبًا قولَه: [١٣٨ أ] لاعبتُ الزّمانَ، في دَسْتَ الحَدَثان، فضَرَبَني في طُرّةِ الحِرمان شاه مات، فشكَوْتُ الحالَ إلى أهل أغْمات، فكلُّهم قال: أغْ مات. ومعنى أغ بلسانِ المصامدة -وهم البَرْبرُ المُجاوِرونَ مَرّاكُش وما صاقَبَها من البلاد-: "خُذْ"، فكان معنى ما تقوَّل عليهم: "خُذْ مات"، أي: أنّ الإعطاءَ لا يوجَدُ منهم.

وكان لأوّل ما ورَدَ أغْمات نزَلَ بقريتِه بشَرْقيِّ الجامع الأعظم منها، داخِلَه كانت قبلَهُ متعبَّدًا لبعض أفاضلِها، فلمّا انصَرفَ إلى منزلِه قصَدَه بعضُ وجوهِها


(١) بياض في النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>