للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الكريم بن مَسْعود وابنُ إبراهيمَ الكُرْديُّ الإرْبِليُّ وابن فَرتُونَ، وأبو العَيْش محمدُ بن أبي زَيْد عبد الرّحيم بن محمد بن أبي العَيْش، وعليُّ بن أبي بكر بن عبد الملِك الأنصاريُّ، وأبو موسى عِمرانُ [١٤٢ أ] السَّلَويُّ.

وكان راوِيةً للحديثِ منسُوبًا إلى معرفتِه كثيرَ الأسمِعة، ثقةً فيما ينقُلُه، حريصًا على نَشْرِ العلم، حَسَنَ الخَطِّ والتقييدِ حافظًا، عُنيَ بهذا الشّأن طويلًا، واستَنْفَدَ فيه عُمُرَه، وكتَبَ بخطِّه الكثير. ذكَرَ أنه لمّا أراد القُفولَ إلى المغرِبِ قَصَدَ إلى الحافظ أبي الطاهِر السِّلَفيّ مودِّعًا فسألهُ عمّا كتَبَ عنه، فأخبَرَهُ أنه كتَبَ كثيرًا من الأسفارِ ومئينَ من الأجزاء، فسُرَّ بذلك وقال له: تكونُ محدِّثَ الغَرْبِ إن شاء الله، قد حصَّلتَ خيرًا كثيرًا، قال: ودَعَا لي بطولِ العمُر حتى يؤخَذَ عنّي ما أخَذْتُ عنه. وكان أبو محمد بنُ حَوْطِ الله كثيرًا ما يُثني عليه ويقولُ بفضلِه، وقد رَوى كلُّ واحدٍ منهما عن صاحبِه. ونزَلَ مَقْفلَه من رحلتِه هذه الحافلةِ بسَبْتةَ سنةَ أربع وسبعينَ وخمسِ مئة، فأسمَعَ بها وبفاسَ ومَرّاكُش وغيرِها من البُلدان، ثم انتَقلَ إلى تلمسينَ فاستَوطَنَها، ورَحَلَ النَّاسُ إليه وتنافَسوا في الأخْذِ عنه؛ لعُلوِّ روايتِه واشتهارِ عَدالتِه.

وصنَّف في الحديث ورجالِه والمواعظِ والرَّقائق مصنَّفاتٍ مُفيدةً، منها: "أربعونَ حديثًا في الحُبِّ في الله"، وأُخرى "في فَضْل الصلاة على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - "، وأخرى "في المَواعظ"، وأُخرى "في الفَقْرِ وفضلِه"، و"تلقينُ الوليد" ضاهَى به "تلقينَ الوليد" جَمْعَ شيخِه أبي محمدٍ عبد الحقّ ابن الخَرّاط في جَمْعِه للأخوَيْنِ أبي عبد الله الحُسَين وأبي محمد الحَسَن شيخِنا ابنَيْ أبي الحَسَن ابن القَطّان؛ و"مُسَلسلاتُه": في كُرّاسةٍ ضخمة، و"فضائلُ الأشهُرِ الثلاثة: رجبٍ وشعبانَ ورَمَضان"، و"فَضْلُ عَشْر ذي الحجّة" و"مناقبُ السِّبْطَيْن الحَسَنِ والحُسَين" و"الترغيبُ في الجهاد" خمسونَ بابًا: مجلّدٌ متوسِّط، و"المواعظُ والرَّقائق" أربعونَ مجلسًا: سِفْرانِ، و"الفوائدُ الكبرى" مجلّد، و"الفوائدُ الصُّغرى": كُرّاسةٌ ضَخْمة، و"معجَمُ شيوخِه الكبير" أكثَرَ فيه من إيرادِ الأخبار وإنشادِ الأشعار فأعظَمَ به

<<  <  ج: ص:  >  >>