للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٧٦ - محمدُ (١) بن عبد الملِك بن زُهْرٍ ابن الحاجِّ عبد الملِك بن محمدِ بن مَرْوانَ بن عبد الملِك بن خَلَف بن عبد الله بن زُهْرِ بن عيسى بن عبد الملِك بن دُعْمِيِّ بن جَرِيرِ بن مالكِ بن عبد الله بن عُبَادِ بن سَلَام بن مالكِ بن عبد هُبَلَ بن مالكِ بن لَخْم بن قَنَصِ بن مَنَعةَ بن بَرْجانَ بن الدَّوْسِ بن الدّيل بن أُميّةَ بن حُذَافةَ ابن زُهْرِ بن إيادِ [بن نزار] (٢) بنِ مَعَدِّ بن عدنانَ الإيَاديُّ، إشبِيليٌّ، أبو بكر الحَفيدُ.

رَوى عن أبي بكرٍ عاصِم النَّحْويِّ البَطَلْيَوْسيِّ وتأدَّب به في العربيّة، ورَوى عن شُيوخ بلدِه والوافدينَ عليه، وأخَذ عن أَبيه أبي مَرْوانَ، وعن جَدِّهِ أبي العلاءِ عِلمَ الطِّبّ؛ وكان أحدَ رُؤساءِ الأندَلُس ومنِ انتهَى إليه السُّؤدَدُ منهم، ذا مناقبَ جَليلة [١٦٠ ب] وخِصَالٍ جميلة، صارمًا أبِيًّا عزيزَ الجانبِ منيعَ الحِمى، أديبًا بارعًا حافظًا للحديثِ والفقه والآدابِ واللُّغة، إمامًا فيها، ماهرًا في الطِّبّ حاذقًا بالعلاج موفَّقًا فيه، لم يكنْ في أطباءِ زمانِه مَن يتقَدَّمُه، سُلطانيَّ الطِّباع، سَمْحًا جَوَادًا عظيمَ الجِدَةِ والإيثار، متواضِعًا على شَرَفِه، مُرْبِيًا بفَضْل خُلُقِه على فضائلِ سَلَفِه، يطبُّ النَّاسَ حِسْبةً، ويُعطيهم من قِبَلِه الأدويةَ العزيزةَ الوجودِ تبرُّعًا طَيِّبَ النَّفْس بها، تَفُوقُ مطاياهُ مطايا ملوكِ عصرِه، وعُمِّر طويلًا، وأدرَكَه هَرَمٌ وثِقَلُ سَمَعٍ وضَعْفُ بَصَر، وحُفِظَ عليه فَهْمُه وثقوبُ ذِهنِه وحُسنُ تصوُّرِه وبَراعةُ بيانِه، فكان يَصدُرُ عنه من ذلك في حالِ كَبْرتِه ما يَعجَزُ عنه الأذكياءُ من شُبّانِ زمانِه وكهولِهم.


(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٦/ ٢٥٥١، وابن دحية في المطرب (٢٠٦)، والمراكشي في العجب (١٤٥)، والتجيبي في زاد المسافر (٧١)، وابن الأبار في التكملة (١٥٢٥)، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء (٥٢١)، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٤/ ٤٣٤، والذهبي في المستملح (١٩٢) وتاريخ الإسلام ١٢/ ١٠٤٣ وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٣٢٥ والعبر ٤/ ٢٨٨، والصفدي في الوافي ٤/ ٣٩، والمقري في نفح الطيب ٢/ ٢٤٧، وابن العماد في الشذرات ٤/ ٣٢٠، وغيرِهم.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة متعينة، مستفادة من ترجمة ابن أبي دؤاد في وفيات الأعيان ١/ ٨١، وكتب الأنساب.

<<  <  ج: ص:  >  >>