للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يَصِفُ حالَ الكَبْرة، ويَستدعي بذلك إلى التأمُّلِ والعِبرة [مجزوء الوافر]:

إذا ما شاخَ إنسانٌ ... فإنّ وجودَهُ عَدَمُ

وذاك لأنهُ أبدًا ... زَمينٌ ما (١) به سَقَمُ

ويَعزُبُ عقلُهُ عنهُ ... ولم يُلمِمْ به لَممُ

ونصفُ أصمَّ نصفُ عَمٍ ... وليس عمًى ولا صمَمُ

[١٦٢ أ] وتُرعِشُ كفُّه فيَزِلُّ ... عنها السَّيفُ والقلمُ

وتعجَزُ رِجلُهُ عن حَمْـ ... ـلِهِ فقيامُهُ ألم

على المَنْساةِ عُمْدَتُهُ ... يَلُوذُ بها ويَعتصمُ

فلا سَمْعٌ ولا بصَرٌ ... ولا كَفٌّ ولا قدَمُ

ولا عقلٌ يعيشُ بهِ ... كذلك يفعَلُ الهَرَمُ

ألا يا معشرَ الشّبّا ... نِ كنّا أمسِ مثلَكمُ

ولكنْ نال منّا الدَّهـ ... ـرُ ما يُبْقيه عندَكمُ

فإنْ عِشتُمْ كما عِشنا ... سينزِلُ ما بنا بكُمُ

ويا شُبّانُ من لكُمُ ... بسِنِّ الشَّيبِ من لكُمُ

على هذا مضَتْ [في] سُبْـ .... ـلِها الأيامُ والأُمَمُ

فيا أسَفا على عُمُرٍ ... مضَى وكأنّهُ حُلُمُ

وبعَثَ بها إلى الزاهدِ الفاضل أبي عِمرانَ موسى، الآتي ذكْرُه بموضعِه من ذا الكتابِ إن شاء الله، فزاد أثناءها بيتًا بعد قولِه (٢):

ويُدرِكُهُ على ما كا ... نَ من تفريطِهِ النَّدَمُ


(١) في ب م. "زمن وما".
(٢) هكذا في النسختين، ولم يعين الموضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>