للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولُ ابن الزُّبَير: إنه القاسمُ بخطِّه، وأنه قال إثْرَهم: وجماعةٌ غيرُهم، فأقولُ: إنّ الجماعةَ التي لم يُسمِّها هي التي استَثْنَيْنا من نَجبَةَ إلى ابن دَحْمان، وما وقَعَ فيهم من ذكْرِ ابن الوَحِيديِّ فوَهمٌ؛ لِما بيَّنّا، وأُراهُ من ابنِ الزُّبير، وأنه -عندَ ذِكْرِ أبي القاسم أبا الحَسَن بنَ عبد الرّحمن أو أبا محمدٍ قاسمَ بنَ دَحْمان- أتْبَعَه: عن أبي محمدٍ ابن الوَحِيديِّ، يريدُ بذلك أنهُ يَروي عن أبي محمدٍ ابن الوَحِيديّ، فأقْحَمَ ابنُ الزُّبَير واوًا قبلَ "عن أبي محمد ابن الوَحِيديّ" وَهمًا فتصوَّرَ منه: قاسمُ بنُ دَحْمان وعن أبي محمدٍ الوَحِيديِّ، أو: أبو الحَسَن بن عبد الرّحمن وعن أبي محمدٍ ابن الوَحِيديِّ، وذلك كثيرًا ما يَجري عندَ النَّقْل بأدنَى غَفْلةٍ وذهولٍ عن التأمُّل، فقد جَرى مثلُ هذا على أبي العبّاس النَّباتيّ في ذكْرِ شيوخ ابن البَرّاقِ هذا، حسْبَما وقَفْتُ عليه في خطِّ أبي العبّاس نفْسِه، فإنهُ لمّا ذكَرَ فيهم وليدَ بنَ موفَّقٍ قال: يَروي عن الطَّرطُوشيِّ وعن أبي الحَسَن عليِّ بن المُشرَّف بن مُسَلَّم الأنْماطيِّ وعن القُضَاعيِّ، فأوْهَمَ ذلك أنّ وليدًا يَروي عن القُضَاعيّ، وذلك باطلٌ، وإنّما الراوي عن القُضَاعيِّ: الأنْماطيُّ لا وليدٌ، وكذلك أسنَدَه ابنُ البَرّاق في رَسْم الوليد نفْسِه، فقال: كتاب "الشِّهاب" للقُضَاعيِّ، حدَّثنا به عن الشّيخ أبي الحَسَن عليِّ بن المُشرَّف بن المُسلم الأنْماطيِّ بثَغْر الإسكندَريّة، حدَّثه به عن مؤلِّفِه القاضي أبي عبد الله القُضَاعيِّ، وكذلك أسنَدَه غيرُ واحدٍ من طريقِ ابن المُشرَّف عن القُضَاعيّ؛ وكذلك أسنَدَ ابنُ البَرّاق "المؤتلِفَ والمختلِف" لعبدِ الغنيّ فقال: حدَّثنا به، يعني وليدَ بنَ موفَّق، عن الشّيخ أبي الحَسَن بن المُشرَّفِ الأنماطيِّ سَماعًا منهُ عليه بثَغْر الإسكندَريّة، حماهُ اللهُ، على القاضي أبي عبد الله القُضَاعيِّ عن مؤلِّفِه عبدِ الغنيّ، وقال ابنُ البَرّاق: وحدَّثني، يعني الوليدَ، عن الشّيخ أبي الحَسَن عليّ بن المُشرَّف بجميع ما يحمِلُ عن القُضَاعيّ، وأيضًا، فإنّ الوليدَ إنّما رَحَلَ حاجًّا في العَشْر وخمسِ مئةٍ أو نحوِها، وروايتُه عن الطَّرطُوشيِّ وابن المُشرَّف وغيرِهما من شيوخ الإسكندَريّة عامَ أحدَ عشَرَ وخمسِ مئة، فتبيَّن بهذا أنّ أبا العبّاس النَّبَاتيَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>