للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي يعقوبَ بن عبد المُؤْمن، وكتَبَ عن أبي يحيى بن أبي يعقوب، واختَصَر لأبي يوسُفَ المنصُورِ قبلَ ولايتهِ "الغريبَ المصنَّفَ" اختصارًا حسَنًا، وكان جيِّدَ القيام على الأصل حاضرَ الذِّكرِ له، وتأليفُه في الخَيْل الذي جَمَعَه للناصِر وسَمّاه "بُغْيةَ المُرتبِط ودُرّةَ المُلتقِط" من أنبَل الموضوعاتِ وأعظمِها جَدْوى؛ وما زال مُكرَّمًا عندَ الملوكِ مَرْعيَّ السابقةِ لديهم، مشكورًا بينَ إخوانِه ومعارفِه مشهورَ الفَضْل حسَنةً من حسَناتِ دهرِه.

وكان صاحبُه وصديقُه أبو محمد عبدُ الكبير يَصِفُه بصلابةِ الدِّين ومتانتِه ويقول: قلّما لقِيتُه إلّا سائلًا عمّا يخُصُّه في دينِه من أمرِ صلاةٍ وصيام ونحوِ ذلك، وكان أبو زَيْدٍ الفازَازيُّ يُثْني عليه كثيرًا ويقول: عجِبتُ له! كان لا يُحسنُ شيئًا من العلوم ولا يتصرَّفُ في مبادئها، ولا يُذاكرُ في شيءٍ منها ما خلا تأليفَه في اختصار "الغريبِ المصنَّف".

قال شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيّ: كان من أهل الإنصافِ والتواضع، رأيتُ بخطِّه على مختصرِه "الغريب المصنَّف" وقد قرَأَهُ على شيخِنا حافظِ اللّغة في عصرِه أبي الحَكَم بن بَرَّجَان يقولُ عنه: وهو أعلمُ بهذا الشّأنِ منّي، وله اختصارٌ حسَنٌ في كتابِ "اليتيمة". توفِّي في العَشْرِ الأُوَل من شهرِ ربيعٍ الآخِر عام خمسةَ عشَرَ وست مئة.

١٢٦٠ - محمدُ بن عليِّ بن محمد بن عبد الملِك، أشريٌّ، أبو عبد الله، العَقْربُ.

كان نَحْويًّا أديبًا ذكيًّا جيَدَ القَريحة، شاعرًا مطبوعًا، درَّس ما كان عندَه مُدّةً، وكان حيًّا بعدَ الخمسينَ وخمس مئة.

١٢٦١ - محمدُ بن عليِّ بن محمد بن عليِّ بن سَعِيد بن مَسْعَدةَ العامِريُّ القَيْسيُّ، غَرْناطيٌّ، أبو يحيى.

رَوى عن أبي حَفْص بن سَهْل وغيرِه، وكان أديبًا بارعًا حسَنَ النَّظْمِ والنثر، من بقايا أهل الحسَبِ وجَلالةِ القَدْر، واستُعمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>