للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العَصْر، ودُفَن خارجَ بابِ إلبِيرةَ، ومَوْلدُه في سنة ثلاثَ عشْرةَ، وقيل: أربَع عشْرةَ، وست مئة، فتأمَّل: هل هو أخو الذي ذَكَرَه المصنِّفُ أولًا (١) أم لا؟ فإنّي لا أعلمُ لهذا رحلةً للمشرِق وفيهما في الوفاة ما تَراهُ معَ اتّفاقِهما في الاسم وعَمُودِ النَّسَب كلِّه، أو هو الذي ذكَرَه المصنّفُ ثانيًا وكَنَاهُ أبا القاسم (٢) ولم يُتمِّم ترجمتَه؟

هو أخو الذي ذكَرَه المصنِّف، قالهُ محمدُ بن جُزَيّ.

١٣٠٥ - محمدُ بن عبد الله بن أبي زَيْن العَبْدَريُّ، طُلَيْطُليٌّ هاجَرَ منها إلى قُرطُبة، أبو عبد الله، ابنُ زَيْن.

كان أحدَ النُّبلاءِ المتحقِّقينَ في علوم، عارفًا بالآدابِ وأحكام النُّجوم والحسابِ والهندَسة وغيرِ ذلك، وكان قاضيًا بطُلَيْطُلةَ لمَن كان بقِيَ بها من المسلمين، ثم هاجَرَ منها إلى قُرطُبةَ وبَعُدَ بها صِيتُه، ثم انتَقلَ منها إلى إشبيلِيَةَ فسكَنَها زَمانًا، ثم خَرَجَ سنةَ الخروج العامّة فنزَلَ سَبْتةَ، وتوفِّي بها.

وكان له أولادٌ نُجَباءُ: محمدٌ وعبدُ الله وعليٌّ وأَمَةُ الرَّحمن، وكلُّهم من أهل العلم؛ ومن شعرِه، رحمه الله، وأنشَدَه لأبي محمد بن ستاري من كلمةٍ [من الوافر]:

أيُنكرُ فَضْلَنا الحُسّادُ ظُلمًا ... ونحن منَ النِّجار العَبْدريِّ؟!

حَجْبنا البيتَ عن عَرَبٍ وعُجمٍ ... فشاع فَخارُنا في كلِّ حيِّ

فمَن يكُ سائلًا عنّا فإنّا ... أخَذْنا المجدَ إرثًا عن قُصَيِّ


(١) يعني الترجمة رقم (٦٩٢).
(٢) يعني الترجمة رقم (٦٩٣)، وقد وردت في النفح ٢/ ٢٣٨ ترجمة لأبي عبد الله وأبي القاسم محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن سعيد العنسي، وقال: إنه فقد بأصبهان حين استولى عليها التتار قبل الثلاثين وست مئة، فعدهما واحدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>