للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ذاكرًا للحديث مُستبحِرًا في علومِه، بصيرًا بطُرُقِه، عارفًا برجالِه، عاكفًا على خدمتِه، ناقدًا مميِّزًا صَحيحَه من سقيمِه، مُثابرًا على التلبُّس بالعلم وتقييدِه عُمُرَه، وكتَبَ بخطِّه -على ضعفِه- الكثيرَ، وعُني بخدمةِ كُتُبٍ بَلَغَ فيها الغايةَ، منها نُسخةٌ بخطِّه من "صحيح مسلم" و"السُّنن" لأبي داودَ وغيرُ ذلك، وصنَّف في الحديثِ ورجالِه، والفقهِ وأصُولِه مصنَّفاتٍ نافعةً أُخِذت عنه، منها: "نَقْعُ [الغَلَل، ونَفْعُ العَلَل"] في الكلام على أحاديثِ "السُّنَن" لأبي داود، وكمُلَ له نحوُ [.... في ثلاثةِ] أسفارٍ ضخمة، و"بيانُ الوَهم والإيهام الواقعَيْنِ في كتاب الأحكام" [وكمُلَ له] أيضًا في مقدارِ "الأحكام الشّرعية" الكبير، وعليه وضعه، وكتابٌ [في الردِّ على أبي] محمد بن حَزْم في كتاب "المُحَلَّى" مما يتعلَّقُ به من علم الحديث، ولم يَتِمَّ، [وكتابٌ] في أحكامَ الجنان، مجلَّدانِ متوسِّطان، وشيوخِ الدّارَقُطنيِّ: مجلَّدٌ متوسِّط، وكتابُ "النظر، في أحكام النظر" مجلدٌ صغير. وهذا الاسمُ من تسمية ابنِه شيخِنا أبي محمد، و"النَّزْعُ في القياس، لمُناضلةِ من سلَكَ غيرَ المَهْيَع في إثباتِ القياس"، وهو في الردِّ على أبي عليّ ابن الطّوير المذكور بعدُ إن شاء الله (١)، وهذه التسميةُ لشيخِنا أبي محمد ابنِه أيضًا، و"تقريبُ الفتح القُسِّي": مجلَّدٌ متوسِّط، و"تجريدُ مَن ذكَرَه الخطيبُ في تايخِه من رجالِ الحديث بحكايةٍ أو شعر": مجلّدانِ متوسِّطان، وكتاب "ما يُحاضَرُ به (٢) الأمراء"، وبيَّن قيس طريقَ مُفاوضتِهم: مجلَّدٌ متوسِّط. و"أسماءُ الخيلِ وأنسابُها وأخبارُها": مجلّدٌ متوسِّط. و"أبو قَلَمون" (٣): مجلّدانِ ضَخْمان. وله كتابٌ حافلٌ جمَعَ فيه الحديثَ الصَّحيح محذوفَ السَّنَد حيث وقَعَ من المسنَدات والمصنَّفات،


(١) انظر رقم (٣٢).
(٢) في ص: "ما حاضر به".
(٣) أبو قلمون: ثوب رومي يتلون ألوانًا ولا سيما إذا أشرقت عليه الشمس، ويشبه به الدهر والروض وزمن الربيع، وتسمية الكتاب لطيفة، وقد يكون موضوعه شيئًا مما ذكر، وفي مقامات البديع:
أنا أبو قدمون ... في كل لون أكون

<<  <  ج: ص:  >  >>