للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرعيّة، ومقالةٌ في تبيينِ التناسُب بين قول النبيِّ صلى الله عليه [وسلم: "يتوبُ] اللهُ على مَن تاب"، وما قبلَه من الحديث، ومقالةٌ في تفسيرِ قولِ المحدِّ [ثينَ في الصّحيح]: إنه حَسَن، ومقالةٌ في تحريم التَّسابّ، ومقالةٌ في الوصيّةِ بالجَنين، ومقالةٌ [في] إنهاءِ البحثِ مُنتهاه، عن مَغْزَى من أثبَتَ القولَ بالقياس ومَن نَفاه، وهذه التسميةُ لشيخِنا أبي محمدٍ ابنِه أيضًا، وأحاديثُ في فَضْل التلاوة والذِّكر، وبرنامَجُ [شيوخِه] وعَمِلَه بأخَرةٍ، بعدَ الخمس والعشرينَ وست مئة، إلى غير ذلك من المعلَّقاتِ والفوائدِ في التفسير والحديثِ والفقه وأصُوله، والكلام والآدابِ، والتواريخ والأخبار (١).

وكان معظَّمًا عندَ الخاصّةِ والعامّة من آلِ دولة بني عبد المؤمن، حَظِيَ كثيرًا عند المنصُور منهم فابنِه الناصِر فالمُستنصِر ابن الناصِر فأبي محمدٍ عبد الواحِد أخي المنصُور ثم أبي زكريّا المعتصم ابن الناصِر، حتى كان رئيسَ الطَّلَبة مصروفةً إليه الخُطَطُ النَّبيهة، مرجوعًا إليه في الفتاوَى.

وكان قد سَعِدَ عندَ المنصُور منهم كثيرًا، فكان المنصورُ يؤْثرُه على غيرِه من أهلِ طبقتِه، وجرَتْ له أخبارٌ طريفةٌ معَه، منها: أنه عيَّنَه لقراءةِ الحديث الذي كان يُقرَأ بين يدَيْه، وكان أبو الحَسَن يَعتَريهِ بعضَ الأحيان توقُّفٌ في كلامِه، فابتدَأَ أوّلَ يوم القراءةِ فبَسْمَلَ وصَلّى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانتِ العادةُ إتباعَ القارِئ التّصلِيَة بالدُّعاءِ للمنصورِ بالرِّضا، فحينَ فَرَغَ أبو الحَسَن من التّصلِية عرَضَ له التوقُّف الذي كان يَعتريهِ، فمكَثَ قليلًا ثم قال: ورضيَ اللهُ عنكم، واصلًا الدُّعاءَ بالتّصلِيةِ فيما رأى، ثم اعتَرتْه سَكْتتُه أيضًا، ثم اندَفعَ يقرَأُ الحديثَ، فاستبشَرَ لذلك المنصُورُ واشتدَّ إعجابُه به واستحسانُه إيّاه، وقال: هكذا ينبغي أن يَقرَأَ الحديثَ مَن يقرأُه بينَ أيدينا، فاصلًا بين الدُّعاءِ لنا والتّصليةِ المُتبعة البَسْمَلة وبينَه وبينَ حديثِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأمّا سردُ البَسْمَلة والتصلِية والدُّعاءِ لنا والحديثِ في نَسَق


(١) وصل إلينا من مؤلفات ابن القطان كتاب "الوهم والإيهام" وكتاب "إحكام النظر"، مخطوط في الإسكوريال، ومقالةٌ في فضل عاشوراء مخطوط بخزانة ابن يوسف بمراكش.

<<  <  ج: ص:  >  >>